في عرض مسرحي لافت حمل توقيع المخرج أحمد رزاق، قُدمت على خشبة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة مسرحية “فلسطين المغدورة”.
مسرحية “فلسطين المغدورة” من إنتاج المسرح الجهوي لتيزي وزو سنة 2025. وقد استند العرض إلى نصين للأديب الجزائري كاتب ياسين، “فلسطين المغدورة” و”الجثة المطوقة”، مع معالجة درامية حديثة للكاتب المين بحري، لتشكل رؤية فنية مشحونة بالإدانة والغضب.
المغدورة تسرد حكاية الشاب الفلسطيني محمد زيتون، الذي يُجبر على ترك منزله لصالح الاحتلال، ليواجه ليس فقط العدو، بل “جبهة من المتواطئين”، كما يصف النص. العرض الذي دام 65 دقيقة، قدّم إدانة واضحة لـ”الصمت المذنب” و”التواطؤ” الذي يحيط بالقضية الفلسطينية.
برز أداء مالك فلاق في دور محمد زيتون، إلى جانب بلقاسم لعطاري وويزة نجيمي، ضمن فريق قوامه عشرون ممثلًا. تفاعل الجمهور بحرارة مع الأداء والإخراج البصري المكثف، ما منح العرض طابعًا نضاليًا واستثنائيًا.
وفي ختام السهرة، أوضح المخرج أحمد رزاق أن الاشتغال على نصوص كاتب ياسين يتطلب “جرأة حقيقية”، معتبرًا أن هذا الكاتب سبق عصره وظل ينقّح نصه “فلسطين المغدورة” حسب تطورات المشهد السياسي.
هذا العرض يعكس استمرار التزام المسرح الجزائري بمناصرة القضايا العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، من خلال أدوات فنية تمزج بين التراث والراهنية.
للاشارة كاتب ياسين، هو الاسم الأدبي لمحمد خلوطي، أحد أبرز الأدباء الجزائريين الفرنكوفونيين، وُلد عام 1929 في قسنطينة. عرف بنضاله السياسي المبكر ضد الاستعمار الفرنسي، وعبّر عن ذلك في أعماله الأدبية التي كتبها باللغة الفرنسية، التي اعتبرها وسيلته للتعبير عن الهوية الجزائرية والمقاومة. من أشهر أعماله رواية “نجمة” التي تتناول أحداث 8 ماي 1945 وتأثيرها على المجتمع الجزائري. ظل كاتب ياسين رمزًا ثقافيًا مهمًا حتى وفاته عام 1989، تاركًا إرثًا أدبيًا يعكس تاريخ الجزائر ونضالاتها.