“الصف الأول”.. كوميديا شعبية ترسم صراع العائلات

شهدت قاعات سينماتيك الجزائر مساء السبت عرض الفيلم الجديد للمخرج مرزاق علواش بعنوان “الصف الأول” (2024)، وهو كوميديا اجتماعية تحمل في طياتها قصة عائلتين من حي شعبي يتنافسان على أفضل مكان على شاطئ الجميلة (لامدراغ سابقًا).

الفيلم، الذي أخرجه وكتبه علواش بتمويل من المركز الجزائري لتطوير السينما، يعرض خلال 86 دقيقة صراعًا طريفًا بين العائلتين اللتين تسعيان لحجز المكان الأمثل للاستمتاع بيوم من البحر والشمس، مستغلين ذلك شابان متطفلان (إبراهيم دريس ونبيل عسلي) لتحصيل مكاسب مالية عبر تفضيل العائلة التي تدفع أكثر.

يرصد الفيلم حياة “زهرة بودربالة” (فتيحة وارد) مع أبنائها الخمسة الذين يصلون عند الفجر لحجز “الصف الأول”، فيما تصل لاحقًا عائلة “صفية قدوري” (بشرى روي) بصحبة والدتها (عايدة كشود) وزوجها (هشام مصباح) وأولادها، فتبدأ المواجهات بين العائلتين التي تنتهي في مركز الشرطة بمشاركة المتطفلين.

بعيدًا عن الكوميديا، يتناول “الصف الأول” قضايا اجتماعية مهمة مثل بطالة الشباب، حق المرأة في اتخاذ قراراتها، والحث على الانفتاح والتسامح بين الناس، بمشاركة فنية من حسن بن زراري (دور صاحب فضاء تجاري) وربيع واجاوت (دور إمام الحي).

بعد العرض، شارك المخرج وفريق العمل في جلسة نقاش مع الجمهور، أظهرت تفاعلاً مثمرًا حول موضوعات الفيلم.

يُذكر أن الفيلم تم عرضه لأول مرة عالميًا في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وشارك في عدة مهرجانات دولية منها مهرجان البحر الأحمر بجدة، الأيام السينمائية بقرطاج، مهرجان مالمو في السويد، ومهرجان “رؤى من إفريقيا” في مونتريال، إضافة إلى المهرجان الوطني لأدب وسينما المرأة في سعيدة.

وأكدت المنتجة أمينة سالم أن “الصف الأول” سيكون متاحًا في 14 قاعة سينما عبر الجزائر بعد عيد الأضحى، في أول حملة توزيع واسعة لهذا العمل السينمائي.

للاشارة مرزاق علواش هو مخرج وكاتب سيناريو جزائري معروف بأعماله الفنية واهتمامه بقضايا المجتمع الجزائري. منذ بداية مسيرته في الستينيات، تميز بإنتاج أفلام تعكس الواقع الاجتماعي والسياسي للبلاد بأسلوب سردي يجمع بين الروائي والتوثيقي. من خلال أعماله المتنوعة، مثل فيلمه الأخير “الصف الأول” (2024)، يناقش علواش موضوعات معيشية يومية مع لمسة كوميدية إنسانية، ما يجعل أفلامه قريبة من الجمهور وتحمل رسائل نقدية ضمنية. يُعتبر علواش واحدًا من أبرز الأصوات السينمائية في الجزائر التي تجمع بين الفن والواقع بطريقة مؤثرة.

Exit mobile version