تداولت منصات التواصل الاجتماعي، يوم 31 ماي 2025، وثيقة موقعة باسم العباس أغ انتالا، المكلف بالمصالحة في “جبهة تحرير أزواد”، حملت عنوان “رسالة مفتوحة إلى فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان”. وتُظهر الوثيقة نبرة احتجاج حادة ضد ما وصفه مُصدرها بـ”التناقض بين خطاب تركيا الإسلامي ومواقفها السياسية في منطقة الساحل”.
تشير الرسالة إلى تورط أنقرة في دعم أنظمة إفريقية لم تُذكر بالاسم عبر تزويدها بطائرات مسيّرة ومعدات عسكرية، وتُحمّلها مسؤولية غير مباشرة عن “قمع شعوب مسلمة تطالب بالحرية والكرامة”، بحسب ما ورد في النص.
وتطرح الوثيقة تساؤلات حول انسجام السياسات التركية مع خطابها الإسلامي، مستشهدة بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، ومذكّرة الرئيس التركي بالدعم الشعبي الذي تلقّاه بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، في مقابل دعم أنظمة “انقلابية” في إفريقيا، وفق التعبير المستخدم.
و تعكس الرسالة حالة من الاحتقان السياسي والديني في منطقة الساحل، خصوصًا وسط تصاعد الحملات العسكرية وشبهات الانتهاكات الحقوقية في بعض الدول. كما تسلط الضوء على حساسية الدور التركي المتزايد في إفريقيا، بين من يراه امتدادًا لنفوذ ناعم يستثمر في التعليم والبنية التحتية، ومن يعتبره انخراطًا عسكريًا يخدم مصالح أنظمة سياسية على حساب السلم الأهلي.
الوثيقة مزجت بين الخطاب الديني والسياسي، وأرفقت بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تحث على نصرة المظلومين، مؤكدة أن التاريخ “لن ينسى دماء المسلمين التي تسقط نتيجة هذه السياسات”.
حتى الآن، لم يصدر رد رسمي تركي على هذه الرسالة، التي تُعبّر ولو بشكل غير رسمي عن أزمة ثقة متنامية بين بعض الحركات المحلية في الساحل والفاعلين الإقليميين والدوليين.
و للاشارة تشهد منطقة الساحل الإفريقي منذ سنوات حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، نتيجة تصاعد نشاط الجماعات المسلحة، وتوالي الانقلابات العسكرية، خاصة في كل من مالي، النيجر، وبوركينا فاسو. وقد تسببت هذه التحولات في تراجع الوجود الفرنسي والغربي، مقابل تصاعد نفوذ قوى جديدة، من بينها روسيا وتركيا. كما أدى تفاقم الأزمات الاقتصادية والانقسامات العرقية إلى تعقيد الوضع،.