عاد مسرح سوق أهراس إلى الواجهة بمسرحية “خمس نساء وعربة”، التي احتضنها ركح المسرح الجهوي لتيزي وزو مساء السبت. العمل الذي كتبته وأخرجته د. سمية بن عبد ربو، يغوص في واقع نساء معزولات منذ سبع سنوات ونصف بسبب وباء غامض، لتتشكل بينهن ديناميكيات معقدة تمزج بين التعايش والصراع.
المسرحية تعكس، بأسلوب تهكمي، أبعاداً مختلفة من راهنية الأنثى، وتستعرض تحولات المرأة في علاقتها بذاتها والآخر، من خلال خمس شخصيات تمثل مراحل عمرية متباينة. كما لا يغيب عن النص إشارات ذكية إلى تأخر سن الزواج والرغبة في الأمومة كحق طبيعي.
جماليات العرض تعززت بتوقيع السينوغراف بوبكر خليفي، والكوريغرافية سماح سميدة، بينما تولى عمر شتيوي صياغة الأغاني والمؤثرات، في تناغم بصري وصوتي مدعوم بإضاءة شاكر يحياوي وأنفوغرافيا المخضرم مجيد منصوري. المرافقة الإنتاجية جاءت بدعم مديرية ترقية الفنون والآداب، ومساهمة المعهد العالي لفنون العرض.
للإشارة، فقد أنشئت بناية مسرح مدينة سوق أهراس سنة 1931، وتقدر طاقة استيعابها بنحو 650 مقعداً، وقد وظلّت البناية بعد الاستقلال تابعة لأملاك بلدية سوق أهراس، حيث احتضنت بعض الأنشطة الثقافية والمسرحية القليلة إلي غاية التنازل عنه لوزارة الثقافة سنة 2008 ورغم حداثة نشأته، إلاّ أنّ مسرح سوق أهراس استطاع أن يفتكّ مكانة متميزة في منظومة أبي الفنون بالجزائر، عبر مشاركاته المنتظمة في سائر المهرجانات الوطنية، أين حصد عدة جوائز وتكريمات عن إنتاجاته البارزة: “الصاعدون إلى الأسفل”، “التحولات”، “الامبراطور” و”كشرودة”.