كمال داوود…حينما تلاحقك النساء لا الجوائز

يواجه الكاتب الجزائري-الفرنسي كمال داوود مأزقًا جديدًا قد يهدد مشاركته في مهرجان “لا ميلانيزيانا” الأدبي بمدينة ميلانو الإيطالية، وذلك بعد صدور مذكرة اعتقال دولية بحقه من قبل السلطات الجزائرية، على خلفية اتهامه باستغلال دون إذن لقصة احدى النساء ضحايا الارهاب.

وتعود تفاصيل القضية، وفقًا لما صرّحت به المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، إلى الناجية من الإرهاب “سعدة عربان”، التي تتهم داوود باستخدام تفاصيل من حياتها الشخصية في روايته “الحوريات”، دون أخذ موافقتها. وتؤكد المحامية أن زوجة داوود الحالية، وهي طبيبة نفسية، كانت تعالج عربان وملزمة بالسر المهني، لكنها نقلت تلك التفاصيل إلى زوجها، ما يُعد خرقًا جسيمًا لأخلاقيات المهنة، واستغلالًا أدبيًا دون ترخيص، الأمر الذي شكّل أساسًا للدعوى القضائية.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن كمال داوود يدرس خيار الانسحاب من المهرجان خوفًا من التوقيف في حال سفره إلى إيطاليا، حيث يمكن للسلطات الجزائرية أنتطلب تسليمه بناءً على الاتفاقيات القضائية الثنائية أو الدولية.

ورغم هذه التطورات، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستؤثر هذه الاتهامات المتكررة في صورة داوود كأحد الأسماء الثقافيةالدافعة عن حقوق المرأة؟

ثلاث نساء في قلب العاصفة

ما يثير الانتباه في هذه القضية هو أن ثلاث نساء يظهرن في مركز الأحداث: الضحية المفترضة سعدة عربان، زوجة داوود السابقة التي أدانته المحكمة في وهران عام 2021 بتهمة العنف الأسري ضدها، وزوجته الحالية التي جرى الزجّ باسمها في هذه القضية الجديدة. ففي أكتوبر 2021، حكمت محكمة الجنح في وهران على كمال داوود بالسجن سنة نافذة، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 20 ألف دينار جزائري، وهي العقوبة التي أُيّدت في الاستئناف لاحقًا.

و يجدر التذكير أن كمال داوود لطالما كان محطّ اهتمام الدوائر الثقافية الأوروبية، التي قدمته في أكثر من مناسبة كصوت “تحرري” قادم من الجنوب، ومدافع عن حقوق المرأة في المجتمعات الإسلامية والعربية. وقد ساهمت مقالاته المثيرة للجدل، خصوصًا حول المرأة والدين، في فتح أبواب الجوائز والمنصات العالمية أمامه.

لكن، مع تراكم هذه القضايا الأخلاقية والقانونية، باتت صورته المثالية موضع شك وتساؤل. فهل كانت المؤسسات الغربية تستند إلى معايير دقيقة في اختيار من يمثل “الآخر”، أم أن الحاجة إلى خطاب نقدي معين من الجنوب تغلبت على تحرّي الخلفية والسياق؟

و يُذكر أن مهرجان “لا ميلانيزيانا” يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية في إيطاليا، حيث يُقام هذا العام بين 19 أفريل و28 جويلية 2025، تحت عنوان: “الذكاء – روح العالم والفضيلة التي يجب تنميتها”. وينظم المهرجان في أكثر من 20 مدينة، ويستضيف أكثر من 150 ضيفًا عالميًا، بينهم فائزون بجوائز نوبل وأوسكار وبوكر وبوليتزر، في فضاء يجمع الأدب والموسيقى والفنون والعلوم والفكر.

Exit mobile version