مسألة تحول الجزائر من الفرنسية إلى الإنجليزية

تطرق موقع Global Voices إلى مسألة تحول الجزائر من الفرنسية إلى الإنجليزية، مؤكدًا أن هذا التحول يعكس صراعات أعمق تتعلق بالهوية ما بعد الاستعمار، والاندماج في النظام العالمي، وسياسة اللغة التي تتجاوز مجرد اختيار لغة جديدة لتصبح جزءًا من إعادة تعريف الهوية الثقافية والسياسية للبلاد.

واعتبر الموقع أن ، اللغة الفرنسية ظلت في الجزائر بعد الاستقلال مترسخة في مجالات عدة مثل الأكاديمية والإعلام والحكومة، حيث كانت تُعتبر إرثًا تاريخيًا وجسرًا للتبادل الاقتصادي والفكري. لكن في السنوات الأخيرة، بدأ الطلب على الإنجليزية يزداد خاصة بين الأجيال الشابة، حيث تُعتبر لغة عالمية تفتح آفاقًا واسعة في مجالات الأعمال والعلوم والتكنولوجيا، وتعكس طموحات الجزائر في تحديث اقتصادها وجذب الاستثمارات الأجنبية وتوسيع التعاون الدولي.

واشار المقال الى أن الباحث صلاح الدين صالحي، مدير مركز التعليم المكثف للغات بجامعة وهران، يرى أن الإنجليزية باتت تشكل أداة استراتيجية هامة في سوق العمل، حيث يتطلب العديد من أصحاب العمل إتقانها وليس فقط فهمها. ويلاحظ أن نسبة كبيرة من المتعلمين يختارون الإنجليزية على حساب الفرنسية.

يُفسر العديد من الطلاب تفضيلهم للإنجليزية بسبب اعتقادهم بأنها لغة محايدة لا تحمل أعباء تاريخية مرتبطة بالاستعمار، على عكس الفرنسية التي لا تزال مرتبطة بالماضي الاستعماري. لذا، تُعتبر الإنجليزية أداة عملية للتواصل الدولي بعيدًا عن التأثيرات العاطفية والسياسية المرتبطة بالفرنسية.

مع ذلك، يثير هذا التحول تحديات كبيرة، لا سيما على النخب الفكرية والأكاديمية التي تعتمد بشكل كبير على الفرنسية والعربية في أعمالها. حيث يحذر أستاذ اللسانيات عبد الرزاق دوراري من مخاطر الانتقال السريع للغة جديدة على استمرارية المعرفة والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن تغيير اللغة يتطلب سنوات لإعادة تشكيل الأطر الفكرية والمهنية.

تمثل هذه التوترات بين الطموحات العالمية والاستعداد الداخلي جوهر المعضلة اللغوية في الجزائر، إذ يجب الموازنة بين فتح الأبواب نحو العالم الناطق بالإنجليزية والحفاظ على التراث اللغوي والثقافي الوطني. النقاش العام حول السياسة اللغوية يتجه نحو إمكانية التعايش بين اللغتين بشكل يعزز الوحدة والقوة الوطنية بدلًا من الانقسام.

وخلص كاتب المقال الى ان التحول نحو الإنجليزية في الجزائر يبقى جزءًا من تحديات أوسع تواجهها البلاد في رسم مسارها المستقبلي، حيث يتطلب الأمر استراتيجية لغوية متعددة الأبعاد تعكس واقعها الثقافي والتاريخي وطموحاتها الدولية.

للاشارة موقع Global Voices هو منصة إخبارية . تأسست عام 2005،  في الولايات المتحدة الأمريكية  تجمع بين مدونين وصحفيين ناشطين من مختلف أنحاء العالم لتقديم تقارير من وجهة نظر المواطنين العاديين والمختصين.

Exit mobile version