بللو: عين تموشنت تملك مقومات تؤهلها لنهضة ثقافية وسياحية

أعلنت وزارة الثقافة والفنون عن إيداع ملف خاص بالمسارات الثقافية للأضرحة والقبور النوميدية لدى منظمة اليونيسكو، في خطوة تهدف إلى تصنيفها ضمن التراث العالمي. وتندرج ولاية عين تموشنت ضمن هذا الملف من خلال ضريح الملك النوميدي سيفاكس، الذي يُعد أحد أبرز المعالم الأثرية في المنطقة.

وأكد وزير الثقافة زهير بللو، خلال زيارة عمل قادته إلى ولاية عين تموشنت، على أهمية المقومات التراثية التي تزخر بها المنطقة، مشيرًا إلى تنظيم ورشة وطنية قبل نهاية السنة لتثمين الموروث الثقافي وتحويله إلى رافد تنموي.

وتشمل الخطة الثقافية دعم تظاهرات محلية مثل مهرجان عرائس القراقوز، وتطوير الآلات الموسيقية النحاسية، إلى جانب إقامة أيام مسرح الشباب. كما دشن الوزير قاعة السينما “فلاوسن” بعد ترميمها، وأعطى إشارة انطلاق فعاليات “أيام سيفاكس للفيلم الوثائقي”.

وشملت الزيارة تفقد مشاريع ترميم معالم معمارية، منها مقر بلدية عين تموشنت ودار الثقافة، إضافة إلى توقيع اتفاقيات لدعم (11) مشروعًا ثقافيًا محليًا.

كما أشرف الوزير على توزيع (3600) كتاب لفائدة مؤسسات تربوية واستشفائية، وزار النصب التذكاري لمعاهدة تافنة، واطلع على خطة لحماية موقعي “سيفاكس” و”سيقا” الأثريين.

و في إطار زيارة العمل إلى ولاية عين تموشنت، أشرف الوزير زهير بللو على متابعة الإجراءات الوقائية الجارية بموقع ضريح الملك النوميدي سيفاكس في قرية بني غنام، أحد المعالم التاريخية البارزة التي تجسّد العمق الحضاري لمنطقة شمال إفريقيا.

وتلقى الوزير عرضين تقنيين حول التدخلات الوقائية بموقع سيفاكس ومخطط حماية موقع سيقا الأثري، المصادق عليه مؤخرًا من طرف المجلس الشعبي الولائي. ويُظهر هذا التوجّه توظيف البعد التراثي في مشاريع تنموية، تربط حماية الذاكرة الثقافية بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما شدّد الوزير على استكمال عملية جرد التراث الثقافي المادي وغير المادي على مستوى الولاية، داعيًا إلى إعداد ملفات تصنيف لمواقع تاريخية، في مقدّمتها موقع أغبال، ضمن رؤية لإدراجها في المسارات السياحية.

الوزير دعا أيضًا إلى توثيق التراث الشفهي، خاصة ما يتعلق بفن “القوّالين”، من خلال تنظيم لقاء وطني بإشراف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، في إطار الحفاظ على الذاكرة الشعبية وتعزيز حضورها في المشهد الثقافي الوطني.

ومن جهة ثانية, قدمت للوزير بالموقع الأثري “سيفاكس” (بلدية الامير عبد القادر) دراسة مخطط حماية الموقعين الأثريين الضريح الملكي “سيفاكس” و”سيقا” من طرف مكتب دراسات متخصص.

للاشارة يعدّ سيفاكس أحد أبرز ملوك نوميديا في القرن الثالث قبل الميلاد.وقد اتخذ سيفاكس من مدينة سيقا عاصمةً له، وهي تقع في منطقة عين تموشنت الحالية، وتشهد آثارها الممتدة على أهمية هذا الموقع كمركز سياسي وتجاري في تلك المرحلة. لا يزال ضريحه الملكي وموقع سيقا الأثري يحظيان باهتمام الباحثين والمؤرخين، باعتبارهما من أبرز الشواهد على الحضارة النوميدية التي شكّلت أحد أعمدة الهوية التاريخية للجزائر.

Exit mobile version