قررت الجزائر، إرسال فريق تقني تابع لمجمع سونلغاز إلى سوريا، يضم خبراء ومهندسين، لمعاينة وضعية قطاع الكهرباء ميدانيًا، وتقديم خطة عمل شاملة لدعمه.
ووفق بيان رسمي، و في إطار توجيهات من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قررت الجزائر إرسال فريق تقني تابع لمجمع سونلغاز إلى سوريا، يتكوّن من خبراء ومهندسين، بهدف الوقوف ميدانيًا على وضعية قطاع الكهرباء السوري. وتندرج هذه الخطوة في سياق دعم القدرات السورية في مجالات الإنتاج والنقل والتوزيع، إلى جانب صيانة الشبكات والتجهيزات الحيوية.
هذا و بحث وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة محمد عرقاب، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره السوري محمد البشير، سبل تطوير التعاون في إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، مع التركيز على صيانة الشبكات والمعدات الحيوية، في ظل التحديات التقنية التي تواجهها البنية التحتية السورية.
وفي إطار هذه المبادرة، ستحتضن معاهد سونلغاز برنامجًا تكوينيًا خاصًا لفائدة عدد من التقنيين السوريين، يشمل مجالي الكهرباء والغاز، بهدف نقل الخبرات وتعزيز القدرات الفنية.
وتندرج هذه المحادثات ضمن متابعة مخرجات الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية الجزائري إلى دمشق في فيفري الماضي، كمبعوث خاص لرئيس الجمهورية، وهي زيارة أعادت تفعيل مسارات التعاون بين البلدين في عدد من القطاعات الاستراتيجية، من بينها الطاقات المتجددة، المحروقات والمناجم.
للاشارة بالنظر إلى الوضع الراهن، يُعاني قطاع الكهرباء في سوريا من أزمة حادّة نتيجة سنوات الحرب، ما أدى إلى تدمير واسع في البنية التحتية وانخفاض حاد في القدرة الإنتاجية. حاليًا، لا تتجاوز قدرة التوليد الفعلية 20% من مستويات ما قبل 2011، فيما لا يحصل السكان إلا على ساعات محدودة من الكهرباء يوميًا، خاصة في المدن الكبرى مثل دمشق. هذا التراجع يرجع إلى النقص الكبير في الوقود، وتهالك الشبكات، والسرقات المتكررة للمعدات. ورغم توقيع اتفاقات استثمارية جديدة، مثل صفقة بقيمة 7 مليارات دولار مع تحالف تقوده شركة قطرية، فإن تنفيذ هذه المشاريع يواجه تحديات أمنية ولوجستية كبيرة.
و للتذكير في سياق دعم الجزائر لاستقرار قطاع الطاقة في المنطقة، قامت الحكومة الجزائرية بإيفاد فرق تقنية تابعة لمجمع “سونلغاز” إلى ليبيا في عدة مناسبات خلال السنوات الأخيرة، استجابة لطلب مباشر من السلطات الليبية وبتعليمات الرئيس عبد المجيد تبون. أولى هذه المبادرات تمثلت في إرسال فريق تقني عالي المستوى إلى محطة الخُمس لتوليد الكهرباء بطرابلس في أكتوبر 2020، بعد تعرض إحدى وحداتها لعطل أدى إلى توقفها. ضم الفريق مهندسين وفنيين من ذوي الخبرة، وتمكنوا في ظرف قياسي من إصلاح الوحدة بقدرة 250 ميغاواط، ما ساهم في إعادة توازن الشبكة الكهربائية الليبية بشكل مؤقت.
نجاح هذه المهمة عزز من ثقة الطرف الليبي، وأفضى إلى توقيع اتفاقية تعاون في ديسمبر من نفس العام بين سونلغاز والشركة العامة للكهرباء الليبية، شملت مجالات الإنتاج، والنقل، والتوزيع، إلى جانب التكوين والتدريب في مجالات الكهرباء والغاز والطاقات المتجددة. وفي يوليو 2021، توسع التعاون بإيفاد فريق تقني جديد يتكون من 30 مهندسًا وفنيًا إلى العاصمة طرابلس، من أجل صيانة وحدات توليد الطاقة، وإعادة تأهيل شبكات النقل المتضررة، إضافة إلى دراسة مشروع الربط الكهربائي بين الجزائر وليبيا، وهو مشروع استراتيجي يُرتقب أن يكتمل خلال ثلاث سنوات.
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية + الصحفي