في أجواء احتفالية تعكس روح التعاون المتوسطي، أحيت السفارة الإيطالية في الجزائر الذكرى التاسعة والسبعين لإعلان الجمهورية الإيطالية بحفل غني بالمعاني شهد حضورًا كبيرًا.
وشارك في هذه المناسبة المئات من الضيوف، من بينهم وزير الصناعة الجزائري سيفي غريب، ونواب رئيس المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، وهما غرفتا البرلمان الجزائري. كما حضر الحفل عدد من السفراء والدبلوماسيين المعتمدين في الجزائر، وأفراد من الجالية الإيطالية، وممثلون عن الشركات الإيطالية العاملة في البلاد، إلى جانب مجموعة واسعة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والثقافية والفنية الجزائرية.
نُظم الحفل في “فيلا هيسبيريا”، مقر إقامة السفير الإيطالي ألبرتو كوتيّو، الذي ألقى خطابًا ركّز فيه على الصداقة التاريخية والمستقبل المشترك بين إيطاليا والجزائر. وقال كوتيّو: “إنها صداقة حقيقية، حيّة حتى في أصعب اللحظات، قائمة على الحوار والثقة المتبادلة والجذور المشتركة والمستقبل المشترك”.
وأشار السفير إلى الأهمية الرمزية ليوم 2 جوان 1946، الذي اختار فيه الإيطاليون النظام الجمهوري، وشهد لأول مرة مشاركة النساء في التصويت، واصفًا إياه بأنه “خيار من أجل الحرية والديمقراطية والمشاركة، لا يزال يلهمنا حتى اليوم”.
وتحدّث كوتيّو عن الزخم الجديد في العلاقات الثنائية، مدعومًا بـ”خطة ماتّي لأفريقيا” التي أطلقتها الحكومة الإيطالية، باعتبارها أداة للتعاون العادل والمشترك، مؤكدًا: “إنها خطة لا تُفرض، بل تُصمم معًا. تهدف إلى بناء شراكات متكافئة قائمة على الاحترام والمنفعة المتبادلة. وتظل الجزائر في هذا السياق شريكًا مميزًا وستبقى كذلك”.
وأوضح رئيس البعثة الدبلوماسية أن الطاقة، والابتكار، والبنى التحتية، والتكوين، والثقافة، والفلاحة، تمثل المحاور الأساسية لهذه الشراكة المعززة، بدعم لا يقتصر فقط على المؤسسات، بل يشمل أيضًا حيوية الشركات والجامعات والمجتمع المدني في كلا البلدين.
وختم السفير كوتيّو قائلاً: “إن الثاني من جوان هو أيضًا دعوة للتطلع إلى الأمام، ولتعزيز الروابط الإنسانية والاقتصادية والثقافية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط”.
واختُتمت الأمسية بعرض موسيقي مشترك إيطالي-جزائري تفاعل معه الحضور بحماس كبير.
و للاشارة يُعد عيد الجمهورية الإيطالية، أو كما يُعرف بالإيطالية “La Festa della Repubblica”، من أبرز الأعياد الوطنية في إيطاليا، ويُحتفل به في الثاني من جوان كل عام. يعود هذا العيد إلى عام 1946، حين صوّت الإيطاليون في استفتاء شعبي تاريخي لاختيار شكل الحكم بعد سقوط الفاشية ونهاية الحرب العالمية الثانية، فاختاروا إقامة جمهورية بدلًا من النظام الملكي. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم رمزًا للتحول الديمقراطي في البلاد، ويُحتفى به بعروض عسكرية في العاصمة روما، ومراسم رسمية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك السفارات الإيطالية. إنه يوم تستحضر فيه إيطاليا قيمها الجمهورية، وتُكرّم نضال شعبها من أجل الحرية والعدالة.
المصدر وكالة الانباء الايطالية”انسا”