ضربة روسية تستهدف تجمعًا لمرتزقة فرنسيين في أوديسا

افاد سيرغي ليبيديف منسق المقاومة الموالية لروسيا في مقاطعة نيكولاييف أنه تم ليلة امس استهداف وتدمير مركز لتجمع المرتزقة الفرنسيين والأوكرانيين في منطقة أوديسا.

وقال سيرغي ليبيديف في حديث لوكالة نوفوستي:  : “وردت معلومات تفيد بوصول عسكريين فرنسيين إلى منطقة أوديسا. لفترة وجيزة، تم توزيعهم على وحدات مختلطة مع وحدات عسكرية أوكرانية، ليتم إرسالهم لاحقا بشكل رئيسي إلى منطقة بولتافا، حيث يجري التنسيق القتالي في ساحات التدريب، وليتم بعد ذلك نقلهم إلى خطوط القتال. الليلة الماضية تم استهداف وتدمير مركز لتجمع العسكريين الفرنسيين والأوكرانيين في منطقة أوديسا، كان فيه حوالي 50 عسكريا”.

وقصف الجيش الروسي بالطيران الحربي والصواريخ، ورشة عمل لتجميع الطائرات بدون طيار، ومخزنا للمعدات ونقطة انتشار مؤقتة للقوات الأوكرانية في خاركوف، وكذلك مستودعات الذخيرة والمجموعات المتنقلة للقوات الأوكرانية ومواقع المرتزقة في مقاطعة زابوروجيه.

هذا و أشارت تقارير إعلامية روسية إلى رصد وجود مرتزقة فرنسيين ضمن صفوف القوات الأوكرانية في عدة مناسبات خلال العام 2024. ففي 9 ماي، أفاد مصدر من جهاز “المقاومة الموالية لروسيا” في مقاطعة نيكولاييف بوصول نحو 60 مرتزقًا ناطقًا بالفرنسية إلى ميناء أوديسا، حيث نُقلوا على متن ثلاثة قوارب سريعة في إطار دعم عسكري محتمل للقوات الأوكرانية. وفي 6 مارس، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القبض على مرتزق فرنسي في منطقة خاركوف، دون الكشف عن تفاصيل هويته أو مهمته. كما أظهرت مشاهد بثتها وسائل إعلام روسية في فبراير من قرية بيلوغوروفكا بجمهورية لوغانسك الشعبية، جثة مقاتل أجنبي يحمل شارة العلم الفرنسي على بزته العسكرية. تُعد هذه الحوادث من بين إشارات عدة يستخدمها الإعلام الروسي للدلالة على تورط مقاتلين غربيين في النزاع، رغم غياب تأكيد رسمي فرنسي على مشاركة أفراد عسكريين أو متطوعين تابعين لها في الجبهات الأوكرانية.

للاشارة سيرغي ليبيديف هو منسق ما تُعرف بـ”المقاومة الموالية لروسيا” في مقاطعة نيكولاييف جنوب أوكرانيا، حيث يقود شبكة من المتعاونين المدنيين الذين يعملون على تزويد القوات الروسية بمعلومات استخباراتية حول تحركات الجيش الأوكراني وأماكن تمركز معداته. يصف ليبيديف هذه الشبكة بأنها تضم مواطنين عاديين مثل الباعة والسائقين والموظفين، مؤكدًا أن نشاطهم لا يندرج تحت العمل الاستخباراتي التقليدي بل يُنظر إليه كـ”مقاومة”. ويُعرف ليبيديف كذلك من خلال ظهوره الإعلامي المتكرر، حيث ينقل تفاصيل عن الضربات الروسية التي تستهدف منشآت عسكرية أوكرانية، مشيرًا في بعض تصريحاته إلى مقتل عناصر أجنبية ضمن القوات الأوكرانية.

منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، انخرطت فرنسا في دعم متعدد الأوجه للقوات الأوكرانية، على غرار باقي دول الناتو. وقد شمل هذا الدعم إرسال أسلحة نوعية على غرار مدافع CAESAR وصواريخ SCALP، إلى جانب توفير تدريبات عسكرية سواء داخل أوكرانيا أو في دول مجاورة، فضلًا عن تبادل المعلومات الاستخباراتية. ومع تزايد المؤشرات الميدانية التي تتحدث عن وجود فرنسيين ضمن وحدات أوكرانية، تتعزز فرضية الحضور العسكري الفرنسي غير المُعلن على الأرض. وفي فيفري 2024، صرّح الرئيس إيمانويل ماكرون قائلاً: “لا يمكننا أن نستبعد أي شيء، بما في ذلك إرسال قوات إلى أوكرانيا إذا تطلب الوضع ذلك.”، في موقف فُهم على نطاق واسع بأنه تمهيد سياسي لاحتمال تورط عسكري فرنسي مباشر. وبينما تواصل موسكو التنديد بوجود “مرتزقة فرنسيين” في مناطق مثل أوديسا وخاركوف، تلتزم باريس الصمت، تاركة المسألة في منطقة رمادية بين الدعم الفني، والتدخل المحدود، والرسائل الاستراتيجية الموجهة نحو الكرملين.

المصدر: نوفوستي + الصحفي

 

Exit mobile version