توّجت علامتان جزائريتان بجائزتين مرموقتين خلال المسابقة الدولية EVO IOOC 2025 التي احتضنتها إيطاليا، ثاني أهم منافسة عالمية لزيت الزيتون البكر الممتاز بعد “ماريو سوليناس”.
وقد حصدت علامة “الذهبية”، المنتَجة في مستثمرة حكيم عليلش بعين وسارة، الميدالية الذهبية، بينما نالت علامة “شيبي” العريقة من تيزي وزو الميدالية الفضية، وذلك وسط مشاركة مئات المنتجين من مختلف القارات.
للاشارة علامة “الذهبية” هي علامة تجارية جزائرية لزيت الزيتون البكر الممتاز، تُنتج في المستثمرة الفلاحية لحكيم عليلش، الواقعة بمنطقة بنهار في بلدية عين وسارة، ولاية الجلفة. تغطي هذه المستثمرة مساحة تزيد عن 40 هكتارًا، وتُعد نموذجًا رائدًا في الزراعة البيولوجية، حيث تعتمد على أساليب إنتاج عضوية وتقنيات حديثة في استخراج الزيت.
و علامة “شيبي” هي إحدى أعرق العلامات التجارية الجزائرية في مجال إنتاج زيت الزيتون البكر الممتاز، وتُنتج في منطقة تيرميتين بولاية تيزي وزو. تعود جذور هذه العلامة إلى عام 1920، حيث أسستها عائلة جزائرية وواصلت إدارتها عبر الأجيال، محافظةً على تقنيات الإنتاج التقليدية التي تميزت بها المنطقة.
وتُعد هذه التتويجات امتدادًا لمسيرة تميّز سجلتها العلامتان في مسابقات دولية سابقة بكل من اليابان، فرنسا، ألمانيا والمملكة المتحدة. وبحسب المنظمين، سيتم تسليم الجوائز رسميًا يوم 12 يوليو المقبل في العاصمة الإيطالية روما، في قصر “أكواريو رومانو” المخصص للمعارض والأحداث الثقافية، عقب تقييم دقيق أجرته لجنة تحكيم دولية وفق معايير تشمل التوازن العطري والكثافة والنقاء وتقنية الاستخراج.
للاشارة في دورتها العاشرة لعام 2025، شهدت المسابقة مشاركة قياسية، حيث تم تقديم 707 عينات من زيوت الزيتون من 28 دولة، منها 629 زيتًا بكرًا ممتازًا و78 زيتًا منكهًا. تم تقييم هذه العينات من قبل لجنة تحكيم دولية مكونة من 30 خبيرًا من 10 دول مختلفة، باستخدام نظام تقييم رقمي متقدم عبر تطبيق ويب.
أُقيمت جلسات التذوق والتقييم في مدينة بالمي بمنطقة كالابريا الإيطالية خلال الفترة من 12 إلى 14 ماي 2025، بينما تم الإعلان عن الفائزين في 23 ماي. ومن المقرر أن تُقام مراسم توزيع الجوائز في 12 جوان 2025 في قصر “أكواريو رومانو” بالعاصمة الإيطالية روما.
تُعد مسابقة EVO IOOC منصة هامة للمنتجين لتسليط الضوء على جودة منتجاتهم، حيث تُمنح جوائز متنوعة تشمل الميداليات الذهبية والفضية، بالإضافة إلى جوائز خاصة مثل “أفضل زيت في فئته” و”أفضل زيت من كل دولة”.
تُعد الجزائر من بين أبرز المنتجين لزيت الزيتون في منطقة البحر الأبيض المتوسط، إذ يشهد هذا القطاع تطورًا تدريجيًا على مستوى الكم والنوع، مدفوعًا بإستراتيجية وطنية ترمي إلى تعزيز الأمن الغذائي وتنويع الصادرات الفلاحية. وبحسب أرقام رسمية، بلغ إنتاج الجزائر من الزيتون خلال موسم 2023/2024 أكثر من 9 ملايين قنطار، منها 6 ملايين قنطار مخصصة لعصر الزيت، مقابل 3 ملايين قنطار لزيتون المائدة. ويغطي هذا الإنتاج ما يُقدّر بـ 900 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، موزعة أساسًا على ولايات الشمال الأوسط والشرقي مثل تيزي وزو، بجاية، الشلف، سطيف والبويرة، حيث تنتشر زراعة الزيتون في أنظمة فلاحية تجمع بين الأسلوب التقليدي والتقنيات الحديثة.
وتضم الجزائر أكثر من 65 مليون شجرة زيتون، ضمنها أصناف محلية مثل “سيقواز” و”شملال”، وهي معروفة بجودتها العالية وغناها بالمواد المضادة للأكسدة، ما يجعلها تنافس عالميًا في عدة مسابقات. على صعيد الاستهلاك، يُقدّر الطلب الوطني بحوالي 90,500 طن من زيت الزيتون سنويًا، فيما يتراوح الإنتاج السنوي في حدود 85,000 طن، مما يترك هامشًا صغيرًا للتصدير. ورغم أن الصادرات لا تزال محدودة مقارنة بدول مثل تونس أو إسبانيا، فإن هناك توجهًا حكوميًا لدعم عمليات التصدير نحو الأسواق الأوروبية والآسيوية، إلى جانب تشجيع المنتجين على الحصول على شهادات الجودة والتغليف المطابق للمعايير الدولية.
وتُواجه هذه الشعبة تحديات عديدة تتعلق بتحديث أساليب الجني والعصر، ونقص وحدات التعبئة والتغليف الحديثة، إلى جانب الحاجة إلى تثمين المنتوج الجزائري في الأسواق العالمية. إلا أن مسار التطوير الجاري، مدعومًا بمشاريع استثمارية ومبادرات محلية كالمسابقات الدولية، يؤشر على مستقبل واعد لهذا القطاع الحيوي في الاقتصاد الفلاحي الجزائري.
المصدر. واج + الصحفي