إعادة بعث السد الأخضر…إنشاء محمية رعوية بمساحة 400 هكتار

تشهد ولاية النعامة حركية جديدة في إطار برنامج إعادة بعث السد الأخضر، من خلال إطلاق سلسلة مشاريع بيئية وتنموية على مستوى مساحات واسعة من الولاية. وتشمل الأشغال الجديدة إنشاء محمية رعوية مزودة بالغراسة على مساحة (400 هكتار)، إضافة إلى أحزمة خضراء تمتد على (18 هكتارًا)، فضلًا عن توزيع (57 وحدة) للطاقة الشمسية، وحفر بئرين عميقين، وإنجاز خزانين مائيين يعملان بالطاقة الشمسية.

وتندرج هذه العمليات ضمن الشطر الثاني من برنامج إعادة بعث السد الأخضر، حسبما أفادت محافظة الغابات لولاية النعامة، التي أشارت أيضًا إلى استغلال أراضٍ بمساحة إجمالية تناهز (74 هكتارًا) من الفضاء المخصص للسد الأخضر لفائدة شباب جامعيين وخريجي مراكز التكوين المهني، بهدف الاستثمار في غراسة الأشجار المثمرة المقاومة للجفاف.

و تعمل محافظة الغابات لولاية النعامة،  بالتنسيق مع قسم علوم الطبيعة والحياة في المركز الجامعي “صالحي أحمد” بالنعامة لتكوين طلبة ضمن إطار دار المقاولاتية، قصد استحداث مؤسسات ناشئة متخصصة في مجالات التشجير، الري، والمتابعة العلمية الميدانية.

وحسب التقديرات الرسمية، يُنتظر أن تسهم هذه المبادرات في توسيع المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة لتفوق (400 هكتار) وإنشاء نحو (1000 هكتار) مدعمة بالغراسة الرعوية، قبل نهاية السنة الجارية، ما يعزز البعد البيئي والاقتصادي للمنطقة.

ويمتد السد الأخضر بولاية النعامة على مساحة تفوق (173352 هكتارًا)، موزعة على ست بلديات، أي ما يعادل (6%) من المساحة الإجمالية للولاية، و(2.5%) من الامتداد الوطني لهذا الحزام البيئي الاستراتيجي.

للاشارة برنامج إعادة بعث السد الأخضر في الجزائر هو مشروع وطني يهدف إلى مواجهة تحديات التصحر والتدهور البيئي في المناطق السهبية والجافة،  يمتد المشروع على مساحة تصل إلى حوالي 4.7 مليون هكتار موزعة على 13 ولاية تضم 183 بلدية.

ويشمل توفير حماية بيئية تزيد من قدرة الأراضي على تثبيت التربة ومكافحة الرياح الرملية، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة للسكان المحليين الذين يتجاوز عددهم 7 ملايين نسمة.

كما يُعتمد في المشروع على استخدام تقنيات حديثة في التشجير والري، مع إشراك الشباب المؤهلين في قطاع الزراعة والتنمية الريفية لتعزيز فرص العمل ودعم الاقتصاد المحلي. الميزانية المخصصة لهذا البرنامج تتجاوز 75 مليار دينار جزائري (أي ما يعادل حوالي 450 مليون دولار أمريكي)، ويستهدف البرنامج المدى الطويل بين 2023 و2030 لتحقيق أثر بيئي واقتصادي مستدام، من خلال تعزيز التنوع البيولوجي وتحسين الأمن الغذائي ومكافحة تغير المناخ في المناطق المعنية. بذلك، يُعتبر برنامج إعادة بعث السد الأخضر أحد الركائز الأساسية في الاستراتيجية الوطنية للحفاظ على البيئة ودعم التنمية الريفية في الجزائر.

للتدكير السد الأخضر هو شريط نباتي يمتد عبر ولايات الهضاب العليا في الجزائر، أُنشئ في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين بهدف زرع ملايين الأشجار في منطقة شبه قاحلة تفصل بين الشمال الزراعي والجنوب الصحراوي، لحماية التربة وتعزيز الغطاء النباتي. يهدف برنامج إعادة بعث السد الأخضر إلى مكافحة التصحر واسترجاع التوازن البيئي في المناطق المتدهورة، من خلال غراسة أنواع نباتية مقاومة للجفاف مثل الأشجار المثمرة، الأعلاف الطبيعية، والنباتات الطبية والعطرية. كما يسعى البرنامج إلى تشجيع التنمية الريفية وخلق فرص عمل للشباب عبر الاستثمار في الفلاحة البيئية والمقاولاتية الخضراء، ودمج الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، في مشاريع الري والسقي. بالإضافة إلى ذلك، يحرص البرنامج على تحفيز البحث العلمي والابتكار عبر شراكات مع الجامعات ومراكز البحث، لتحقيق الأمن الغذائي المحلي عبر تطوير سلاسل إنتاج زراعية مستدامة، مما يعزز التنمية الاقتصادية والبيئية المتوازنة في المناطق المستهدفة.

المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية + الصحفي

Exit mobile version