سجّل القطاع السياحي في مصر أداءً استثنائيًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، بعدما تم تسجيل ارتفاع عدد السائحين الوافدين بنسبة 25% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
و كشف المركز الإعلامي لمجلس الوزراء عن ارتفاع عدد السائحين الوافدين بنسبة 25% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، وذلك في ظل استمرار التحديات الجيوسياسية بالمنطقة.
وبحسب تصريحات وزير السياحة المصري لعدد من المنصات المحلية، من بينها موقع اليوم السابع، فإن هذه الأرقام تعكس نجاح الجهود الحكومية في دعم صناعة السياحة وتعزيز ثقة الأسواق العالمية بالوجهة المصرية، وذلك عبر توسعة الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي، وتقديم حوافز استثمارية، إلى جانب ضبط منظومة تأجير الوحدات السكنية السياحية.
وتجدر الإشارة إلى أن عام 2024 كان قد عرف هو الآخر نموًا مهمًا في عدد الوافدين، إذ استقبلت مصر ما يقارب 15.8 مليون سائح، بزيادة قدرها 6% مقارنة بسنة 2023، متجاوزةً بذلك الأرقام القياسية التي كانت قد تحققت قبل جائحة كوفيد-19.
ويُعزى هذا الأداء اللافت إلى تكثيف الحملات الترويجية الموجهة للأسواق الجديدة، وتطوير البنية التحتية السياحية، فضلاً عن تنويع المنتج السياحي المصري ليشمل إلى جانب السياحة الثقافية، مجالات السياحة الشاطئية والعلاجية والبيئية.
ورغم استمرار بعض التوترات الإقليمية، تؤكد الحكومة المصرية أن المسار التصاعدي للسياحة يعكس قدرة البلاد على تقديم تجربة سياحية آمنة ومتنوعة، مما يفتح المجال لتحقيق أرقام قياسية جديدة خلال باقي أشهر السنة.
ويأتي هذا الزخم في الأداء السياحي في مصر تزامنًا مع العد التنازلي لافتتاح المتحف المصري الكبير المزمع يوم الخميس 3 جويلية 2025،، أحد أضخم المشاريع الثقافية في العالم، والذي يُتوقع أن يشكل نقطة تحول في خارطة الجذب السياحي بمصر. فمع اقتراب موعد افتتاحه الرسمي خلال العام الجاري، تتزايد التوقعات بشأن استقطاب المتحف لملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، لما يحتويه من كنوز أثرية نادرة، أبرزها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، المعروضة لأول مرة بشكل متكامل. ويُعوَّل على هذا المشروع في ترسيخ مكانة مصر كوجهة ثقافية عالمية، ودعم الانتعاش المستدام للقطاع السياحي في ظل تنافس إقليمي متصاعد.
يُعدّ المتحف المصري الكبير أحد أكبر المتاحف الأثرية في العالم، إذ يمتد على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع على هضبة الجيزة، على بُعد كيلومترين فقط من أهرامات الجيزة الشهيرة. يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف مراحل الحضارة المصرية القديمة، من عصور ما قبل التاريخ حتى العصر اليوناني الروماني. ومن أبرز معروضاته مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة، والتي تُعرض لأول مرة بالكامل في مكان واحد، إلى جانب تمثال ضخم لرمسيس الثاني في البهو الرئيسي. يتميز تصميم المتحف بطابع معماري حديث يجمع بين الرؤية المعاصرة والعراقة الفرعونية، ويتضمن قاعات عرض دائمة، وأخرى مؤقتة، ومراكز للترميم، إضافة إلى قاعات تعليمية، وسينما، ومتحف للأطفال. يُنتظر أن يشكل المتحف عند افتتاحه الرسمي في يوليو 2025 نقطة جذب عالمية تعزز مكانة مصر كوجهة سياحية ثقافية فريدة.