قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إن عيد الأضحى هذا العام يأتي وسط استمرار معاناة الفلسطينيين بسبب العدوان “الإسرائيلي” المستمر. وأكد على ضرورة تدخل المجتمع الدولي لوقف التداعيات الكارثية لهذا العدوان، وحماية المدنيين الأبرياء.
جاء ذلك في كلمة له مساء السبت خلال الحفل السنوي الذي أقيم تكريمًا لكبار ضيوف موسم الحج. حيث قال: “يأتي عيد الأضحى هذا العام ومعاناة إخوتنا في فلسطين مستمرة نتيجة العدوان الإسرائيلي، ونشدد على دور المجتمع الدولي في إنهاء التداعيات الكارثية لهذا العدوان وحماية المدنيين والأبرياء، وإيجاد واقع جديد تنعم فيه فلسطين بالسلام وفقًا لقرارات الشرعية الدولية”.
وفي سياق حج 2025 أضاف محمد بن سلمان في كلمته التي وجهها للضيوف: “لقد شرّف الله هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزائرين، وقد جعلت المملكة هذا الأمر في صلب أولوياتها، مكرسة جميع قدراتها لتوفير أفضل الخدمات وضمان تيسير أداء المناسك بكل يسر وسهولة.” وأكد أن المملكة ستواصل، بعون الله وتوفيقه، تحمل هذه المسؤولية وشرف خدمة ضيوف الرحمن.
وبعد بث الكلمة عبر القنوات الرسمية، انتشر حديث ولي العهد عن القضية الفلسطينية بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أشاد كثير من النشطاء بالدور السعودي في دعم القضية، مؤكدين أن فلسطين لا تزال في قلب اهتمام القيادة السعودية.
للاشارة منذ عام 1967، تبرز المملكة العربية السعودية كأحد أكبر الداعمين الماليين للشعب الفلسطيني، حيث بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها نحو 5.3 مليار دولار. هذه المساعدات توزعت بين دعم الميزانية الفلسطينية التنموي بما يقارب 2.3 مليار دولار، إلى جانب تقديم حوالي 1.2 مليار دولار كمساعدات إنسانية في مجالات الصحة والتعليم والإغاثة، إضافة إلى نحو 313 مليون دولار للإيواء والمواد غير الغذائية. وفي سبتمبر 2024، أعلنت السعودية عن تقديم دعم مالي شهري مستمر لقطاع غزة ومحيطه، لتعزيز الجهود الإنسانية ومعالجة الأوضاع المعيشية المتدهورة. كما كان للدعم السعودي حضور بارز في تعزيز عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وعلى الصعيد السياسي، تؤكد السعودية موقفها الثابت في دعم حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما تجسد ذلك في إعلان “قمة القدس” خلال القمة العربية الـ29 عام 2018. في أوقات الأزمات، لم تتردد المملكة في تقديم الدعم العاجل، حيث ساهمت في عام 2014 بمبلغ 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة بعد العدوان الإسرائيلي، وسارعت إلى تقديم مساعدات إنسانية وإمدادات عبر جسرين جوي وبحري خلال الأزمة الأخيرة، كما أطلقت حملات تبرعات شعبية تجاوزت قيمتها 707 ملايين ريال، مؤكدة بذلك التزامها الثابت تجاه القضية الفلسطينية وشعبها.