يصادف اليوم 8 جوان 2025 الذكرى الـ67 لاستشهاد الفنان الجزائري علي معاشي، الذي جسد بالفن روح الثورة والتحرير، وكان صوتًا يحمل آمال ومطالب الشعب الجزائري في مواجهة الاستعمار الفرنسي. وُلد علي معاشي عام 1927، وعاش حياة مفعمة بالفن والثقافة التي كانت أداة نضالية بامتياز خلال سنوات الكفاح الوطني.
وُلد في مدينة تيارت، غرب الجزائر، و عرف معاشي بمشاركته الفعالة في دعم الثورة التحريرية من خلال أغانيه الوطنية التي حثّت على الصمود والمقاومة، وترك بصمة لا تُمحى في التراث الثقافي الجزائري. كان صوته الجبّار ومواقفه الشجاعة بمثابة سلاح من نوع خاص، يعزز الروح المعنوية للثوار ويرسّخ هويتهم الوطنية في مواجهة آلة القمع الاستعمارية.
وكان الشهيد علي معاشي، صوت فني و سلاحً ثقافي في وجه الاستعمار الفرنسي. في عام 1958، تم اختطافه من قبل القوات الفرنسية أثناء الثورة التحريرية، وأُعدم مع اثنين من رفاقه في “ساحة كارنو” بمدينة تيارت في 8 جوان 1958، حيث نُكّلت جثثهم علنًا لبث الرعب بين السكان. لكن بدلاً من طمس صوته، تحوّلت ذكرى استشهاده إلى “اليوم الوطني للفنان” في الجزائر.
في صباح يوم 8 جوان 1958، أقدمت قوات الاستعمار الفرنسي على تنفيذ حكم الإعدام في حقه بمدينة تيارت، دون محاكمة عادلة، ودون أن يُمنح حتى فرصة الدفاع عن نفسه. جريمته في نظرهم لم تكن حمل السلاح، بل حمل الكلمة الحرة. كلمات أغانيه وقصائده كانت تحرّض على الاستقلال، وتوقظ الوعي الوطني، وهو ما اعتبرته سلطات الاستعمار “تحريضًا خطيرًا” يستوجب الإعدام.
أسس علي معاشي فرقة غنائية حملت اسم “سفير الطرب”، التي كانت سفير للقضية الجزائرية على الساحة الدولية، حاملة صوت المقاومة والثورة إلى الخارج. ويُذكر من بين أعماله الخالدة الأغنية الملحمية “أنغام الجزائر”، التي جاءت كرد فعل على أغنية “بساط الريح” الشهيرة التي تغنت بالدول العربية متجاهلة الجزائر التي كانت تعاني تحت الاحتلال، فكانت هذه الأغنية بمثابة رسالة وطنية صادقة أكدت على حضور الجزائر وثباتها رغم القمع.