شهدت مدينة أحمد آباد الهندية صباح الأربعاء 12 جوان 2025، واحدة من أكثر الكوارث الجوية دموية في تاريخ شركة “إير إنديا”، إثر تحطم طائرة من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر (الرحلة AI171) بعد إقلاعها بدقائق قليلة من مطار سردار فلبهاي باتيل، مما أسفر عن مقتل معظم ركابها وأفراد طاقمها، إلى جانب سقوط ضحايا على الأرض.
كانت الطائرة، التي تقل 230 راكبًا و12 من طاقم الطائرة، متجهة إلى مطار لندن غاتويك، قبل أن تصدر نداء استغاثة بعد أقل من دقيقة على الإقلاع. وفقًا لهيئة الطيران المدني الهندية، فقدت الطائرة الاتصال عند ارتفاع 625 قدمًا، قبل أن تسقط في منطقة مأهولة قرب حي “ميغاني ناغار”، ما تسبب في انفجارات متتالية واندلاع حريق هائل.
المصادر الرسمية أكدت مقتل 204 أشخاص على الأقل، من بينهم ركّاب من جنسيات هندية وبريطانية وكندية وبرتغالية، بالإضافة إلى 5 مدنيين كانوا على الأرض. وأشارت فرق الإنقاذ إلى أن راكبًا بريطانيًا هو الناجي الوحيد، وقد نُقل إلى المستشفى مصابًا بجروح طفيفة.
بحسب تقارير إعلامية نقلت عن السلطات المختصة، قاد الرحلة الكابتن “سوميت ساباروال”، الذي يمتلك خبرة تفوق 8200 ساعة طيران، برفقة الضابط الأول “كلايف كوندار” (1100 ساعة طيران). ورجّحت التحقيقات الأولية وجود خلل تقني في المحركات أو نظام الدفع، فيما لم تستبعد فرضية العطل الهيكلي.
تشارك في التحقيقات فرق من الهيئة الهندية للتحقيق في حوادث الطيران (AAIB India)، إلى جانب خبراء من شركة بوينغ، والمجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل (NTSB)، وهيئة الطيران البريطانية.
شركة بوينغ أعربت عن “حزنها العميق” وأكدت استعدادها لتقديم الدعم الفني الكامل للتحقيق. كما أعلنت شركة “إير إنديا” أنها ستوفر تعويضات مالية لأهالي الضحايا، وستتحمل كافة التكاليف اللوجستية المتعلقة بالإجلاء والتعرف على الجثث.
الحادثة أثارت موجة تعاطف عالمية، حيث بعث كل من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والملك تشارلز الثالث، رسائل تعزية لأسر الضحايا، مؤكدين دعمهم الكامل للسلطات الهندية.
هذه الحادثة هي الأولى من نوعها لطائرة من طراز “بوينغ 787 دريملاينر” تسفر عن عدد كبير من القتلى منذ دخول هذا النموذج الخدمة في 2011. وسجّلت أسهم شركة بوينغ تراجعًا بنسبة 5% عقب الحادث، فيما دعت جهات رقابية إلى مراجعة سريعة وشاملة لمحركات “GE GEnx” المستخدمة في هذا الطراز.
يُذكر أن الطائرة المنكوبة خضعت لفحص تقني دوري منذ شهرين، ما يثير تساؤلات حول جودة عمليات الصيانة والرقابة الفنية في شركة “إير إنديا”، المملوكة حاليًا لمجموعة “Tata”.