في تصعيد غير مسبوق، شنّت إسرائيل فجر اليوم الجمعة 13 جوان 2025 عملية عسكرية واسعة النطاق ضد أهداف داخل إيران، استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية رئيسية، مما ينذر بفتح جبهة مواجهة مباشرة بين البلدين لأول مرة منذ عقود من الحرب بالوكالة والتوترات المتقطعة. وقد وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية العملية باسم “الأسد الصاعد” (Rising Lion)، فيما نددت إيران بما وصفته بـ”عدوان سافر” يرقى إلى مستوى إعلان الحرب، وتوعدت بردّ “قاسٍ ومزلزل”.
بحسب الصحافة العبرية ومصادر في الجيش الإسرائيلي، استخدمت تل أبيب قرابة 200 طائرة حربية ومئات القنابل الذكية في هجوم منسّق على ما يقرب من 100 هدف في الداخل الإيراني، خاصة في طهران، ناتنز، وأصفهان. وشملت الأهداف منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى قواعد للحرس الثوري ومستودعات للصواريخ والطائرات المسيرة.
وقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية تهدف إلى “منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي بأي ثمن”، مؤكداً في تصريح نقله موقع “تايمز أوف إسرائيل” أن “التهديد الإيراني بلغ نقطة اللاعودة”، وأن إسرائيل “لن تنتظر ضوءًا أخضر من أحد” لحماية أمنها القومي.
في الجانب الإيراني، أقرّت وكالة إرنا الرسمية بمقتل شخصيات عسكرية وعلمية بارزة، من بينها قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس الأركان العامة اللواء محمد باقري، إضافة إلى العالم النووي المعروف فريدون عباسي. كما أُفيد بأن الهجمات دمّرت منشآت تخصيب اليورانيوم قرب ناتنز.
المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي وصف الهجوم بـ”العمل الإجرامي الجبان”، مضيفاً أن “إسرائيل ارتكبت حماقة كبرى ستدفع ثمنها غالياً”. وأعلنت طهران حالة الطوارئ العامة، وأغلقت مجالها الجوي في عدة مناطق، مع تأهب لقوات الدفاع الجوي.
في واشنطن، التزمت إدارة بايدن الحذر، حيث صرح المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بأن “الولايات المتحدة لم تكن جزءًا من العملية”، وأنها “تركز على حماية قواتها المنتشرة في المنطقة”، وذلك حسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس. ومع ذلك، عبّر مسؤولون في الكونغرس عن قلقهم من احتمال انجرار واشنطن إلى نزاع إقليمي موسّع.
السناتور الديمقراطي جاك ريد قال في بيان إن “الخطوة الإسرائيلية تصعيد خطير يمكن أن يهدد استقرار المنطقة”، داعياً إلى استئناف المسار الدبلوماسي بشأن الملف النووي الإيراني.
و في تطوّر مقلق، أفادت صحيفة الغارديان البريطانية بأن إيران أطلقت أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل بعد الضربة، لكن مصيرها لا يزال غير مؤكد. كما نقلت تقارير عن رفع حالة التأهب في قاعدة العديد الجوية الأميركية بقطر، وقيادة القوات الأميركية في البحرين.
محللون في مجموعة IISS يشيرون إلى أن الهجوم قد يكون بداية “دومينو جيوسياسي” يصعب السيطرة عليه، خاصة إذا ردّت إيران بضرب مصالح إسرائيلية أو أميركية في الخليج، أو عبر حلفائها في سوريا، لبنان، والعراق.
الأسواق لم تبقَ بمنأى عن هذا التطور؛ فقد قفز سعر برميل النفط إلى ما فوق 110 دولارات، وسط مخاوف من تعطّل الإمدادات في حال اندلاع حرب أوسع، حسب تقرير نشره موقع Barron’s. كما شهدت بورصات طوكيو وفرانكفورت ولندن تراجعات حادة صباح اليوم.