دخلت أجواء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، مرحلة من الاضطراب الشديد، عقب الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل ضد أهداف داخل إيران. هذا التصعيد، الذي يعد الأخطر منذ شهور، انعكس بشكل مباشر على حركة الملاحة الجوية، حيث تم إغلاق مجالات جوية رئيسية، وتعليق عدد كبير من الرحلات الجوية من وإلى المنطقة.
فور الضربة الإسرائيلية، أعلنت إيران إغلاق مجالها الجوي، وهو القرار الذي شمل أيضاً العراق والأردن لاحقاً، كإجراء احترازي وسط مخاوف من امتداد العمليات العسكرية. في المقابل، قررت السلطات الإسرائيلية إيقاف الحركة في مطار “بن غوريون”، وتحويل كافة الرحلات إلى مطارات بديلة، مع إعلان حالة “طوارئ جوية” في المناطق الوسطى.
شركات الطيران العالمية سارعت إلى إعادة توجيه أو إلغاء الرحلات التي تمر عبر الأجواء الإيرانية والعراقية. شركة “طيران الإمارات” على سبيل المثال، بدأت بتحويل مساراتها إلى مسارات أطول عبر السعودية ومياه الخليج. “فلاي دبي” أوقفت عدة رحلات إلى طهران وبغداد وبيروت. أما “لوفتهانزا” الألمانية، فقررت تعليق رحلاتها إلى طهران وبغداد لأجل غير مسمى، في حين أعلنت “الخطوط الجوية الهندية” عن إلغاء أو تعديل مسار أكثر من 17 رحلة دولية.
تجنب هذه الأجواء الساخنة فرض على شركات الطيران المرور بمسارات أطول، ما يعني زيادة في تكاليف الوقود وتشغيل الطائرات، فضلًا عن التأخيرات الزمنية. وأكدت مصادر من قطاع الطيران أن بعض الرحلات زادت مدتها بأكثر من ساعتين مقارنة بالمسار المعتاد، وهو أمر قد يؤدي لاحقًا إلى ارتفاع أسعار التذاكر إذا استمر الوضع الحالي.
يبقى مستقبل حركة الطيران في المنطقة مرهونًا بالتطورات السياسية والعسكرية خلال الأيام المقبلة. في حال اتساع دائرة الاشتباك، قد نكون أمام أزمة أعمق في قطاع الطيران الإقليمي، تؤثر ليس فقط على المسافرين، بل أيضًا على سلاسل التوريد والشحن الجوي، خاصة مع اعتماد الأسواق الأوروبية والآسيوية على مسارات تمر عبر أجواء الشرق الأوسط.