صابر الهواري في ضيافة “الصحفي”: حين يُغني الطرب الوهراني بلغات العالم

في زيارةٍ خاصّة إلى مقر موقع “الصحفي”، حلّ الفنان صابر الهواري ضيفًا على هيئة التحرير، حاملاً معه نَفَس وهران الفني، وصوتها الذي لا يشبه إلا نفسه. الهواري، الذي يُعرف بولائه العميق للطرب الأصيل، تحدث بصراحة ودفء عن مسيرته، ورهاناته الفنية، ومشروعه الثقافي الطموح الذي يسعى من خلاله إلى إيصال الأغنية الوهرانية إلى مصاف العالمية.

ولد صابر الهواري سنة 1976 بحي ابن سينا في وهران، وتشرب حب الغناء منذ نعومة أظافره. في الطور الثانوي، بزغ اسمه من خلال أدائه للأغاني الوطنية، بالتوازي مع نشاطه كلاعب في كرة اليد. سرعان ما نال اهتمام الأساتذة والمتابعين الذين رأوا فيه مشروع صوتٍ واعد.

تكوينه الأكاديمي انطلق من معهد أحمد وهبي للموسيقى، حيث تخصص في العزف على العود. سنة 1996، شارك في برنامج “ألحان وشباب” بوهران، ثم عاد بعد ثلاث سنوات للمشاركة على المستوى الوطني في العاصمة، محققًا المرتبة الثالثة.

الفنان-صابر الهواري مع صحفي موقع الصحفي فاتح لشهب

كانت تجربته في سوريا سنة 2001 محطة مفصلية، حيث التقى بالراحل صباح فخري الذي أثنى على موهبته. هناك، احتك أيضًا بكبار الفنانين، من ميادة الحناوي إلى صابر الرباعي. في لبنان، شارك في “سوبر ستار العرب” وتأهل إلى النهائيات، حيث وصفه الموسيقار إلياس الرحباني بـ”الصوت النادر” وأضاف: “أخلاقك وتربيتك وموهبتك هي جواز سفرك إلى عالم الفن”.

غنّى صابر في مصر، الأردن، الكويت، الإمارات وسوريا، وعاد إلى الجزائر سنة 2006 ليوقّع عقدًا فنيًا مع شركة “الشموس” الإماراتية، تعاون خلاله مع أسماء لامعة مثل الفنانة الشيماء والملحن وليد سعد.

أصدر الهواري أربعة ألبومات إلى اليوم: طريق الغرام، جزائرية بلادي، فن بلادي، وسر حياتي. وهو يعمل حاليًا على ألبوم جديد بعنوان توحشت بلادي، يمزج فيه الطرب الوهراني بأساليب عالمية مثل الجاز والبلوز، في خطوة تهدف إلى كسر الحواجز الثقافية، وتقديم التراث الوهراني في قالب حداثي.

لا يكتفي صابر بالغناء فقط، بل يترأس جمعية “الأوفياء للتراث والأصالة”، ويشرف من خلالها على تكوين أصوات واعدة مثل حمودة فرح، أمين جبور، وأمين بن زيّة. يطمح إلى إنشاء مدرسة موسيقية لتكوين جيل جديد من الفنانين الذين يحملون مشعل الأغنية الراقية.

خلال حديثه لـ*”الصحفي”*، عبّر الهواري عن اعتقاده أن الذكاء الاصطناعي قد يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب لإنتاج الفيديوهات الفنية بعيدًا عن احتكار المنتجين، لكنه نبّه أيضًا إلى ضرورة “تنظيف الساحة الفنية” وإعادة الاعتبار للكلمة الراقية واللحن الأصيل.

أما أمنيته الأسمى، فهي أن تصبح الأغنية الوهرانية جواز سفر ثقافيًا للجزائر نحو العالمية. وردًّا على سؤالنا عن صلة القرابة بينه وبين الراحل أحمد صابر، عملاق الطرب الوهراني، ابتسم قائلًا: “فقط تشابه في الألقاب، أما الروح الفنية فهي التي توحدنا”.

عن فريق “الصحفي”
نؤمن في الصحفي أن الفن الأصيل ليس فقط مرآة للهوية، بل لغة تتجاوز الحدود. من خلال هذا اللقاء مع الفنان صابر الهواري، نواصل التزامنا بإبراز الأصوات التي تحمل في نبرتها روح الجزائر، وتُجسّد بالأداء والإصرار، وعدًا بأن الثقافة باقية ومُتجددة.

Exit mobile version