تجددت المواجهات المسلحة في شمال مالي بين القوات الحكومية المدعومة من “فيلق أفريقيا” ومقاتلي جبهة تحرير أزواد ، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين.
وبحسب ما أعلنته الجبهة في بيان رسمي، فإن الاشتباك الأخير أدى إلى مقتل ثلاثة من عناصرها وإصابة سبعة آخرين، في حين تمكنت من تدمير (21) آلية عسكرية، بينها مدرعات وشاحنات مسلّحة، إضافة إلى مقتل عدد من جنود “فيلق أفريقيا”، وترك (15) جثة في ساحة القتال.
الجيش المالي، من جهته، أقر بتعرّض قافلة لوجستية لكمين في منطقة كيدال، مشيرًا إلى أن القافلة كانت تشن “هجومًا ضد مجموعة إرهابية مسلّحة”، وقد أسفر الاشتباك عن “مقتل (10) من المهاجمين”، حسب بيان هيئة الأركان العامة.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوتر بين الحكومة المالية والجماعات المسلحة التي تنشط في شمال البلاد، خاصة بعد استعادة الجيش في 2023 لعدة مناطق استراتيجية، بينها كيدال التي تُعدّ معقلًا تقليديًا للانفصاليين الطوارق.
منذ عام 2012، تشهد مالي موجات عنف متكررة تقودها جماعات مسلّحة تتراوح بين تنظيمات انفصالية وأخرى متطرفة مرتبطة بـ”القاعدة” و”داعش”، وسط عجز أمني مزمن ساهم في تعقيد الوضع الإقليمي، على الرغم من التدخلات العسكرية الدولية والمحلية.
و شهدت مالي خلال الأشهر الماضية تحوّلات كبيرة في خريطة الحضور العسكري الأجنبي، أبرزها انسحاب وحدات مجموعة “فاغنر” الروسية تدريجيًا من مواقعها في شمال البلاد، عقب مقتل مؤسسها يفغيني بريغوجين وتفكك البنية القيادية للمجموعة. وقد تزامن هذا الانسحاب مع تصاعد فراغ أمني نسبي في بعض المناطق، خصوصًا في تمبكتو وكيدال، ما دفع الحكومة المالية إلى تعزيز التنسيق مع “فيلق أفريقيا”، القوة العسكرية التي أصبحت تمثل الواجهة الجديدة للدعم الروسي غير المباشر. ويرى مراقبون أن هذا التحوّل يعكس إعادة تموضع لموسكو في الساحل، مع الحفاظ على النفوذ من خلال كيانات أمنية بديلة أقل إثارة للجدل الدولي، لكنها تفتقر – حتى الآن – إلى الخبرة الميدانية نفسها التي راكمتها “فاغنر” طيلة سنوات نشاطها في مالي.
المصدر: الميادين + الصحفي