في خضم التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تشهد الساحة الدولية حراكًا دبلوماسيًا محمومًا للحد من احتمالات الانزلاق إلى مواجهة شاملة، حيث أبدت قوى دولية وإقليمية استعدادها للعب دور الوسيط بين الطرفين المتنازعين.
وأبدت روسيا، عبر تصريحات رسمية صادرة عن الكرملين، استعدادها للوساطة، مستندةً إلى علاقاتها المتوازنة مع كل من طهران وتل أبيب. وقد رحّبت بعض الأوساط الدبلوماسية بهذا الطرح، معتبرة أن موسكو يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر.
من جهتها، نفت الإدارة الأمريكية، على لسان متحدثين رسميين، أي دور في عمليات إسرائيلية محتملة ضد إيران، لكنها أبدت في المقابل انفتاحًا على استئناف قنوات الحوار النووي مع طهران، وهو ما ألمح إليه الرئيس السابق دونالد ترامب خلال اتصال مع القيادة الروسية، داعيًا إلى وقف الأعمال العدائية.
أما على المستوى الأوروبي، فقد عبّرت كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا عن استعدادها لاحتضان حوار سياسي موسّع، يشمل الأبعاد الأمنية والنووية والإنسانية للأزمة، في محاولة لرسم خارطة طريق نحو التهدئة.
وفي الجبهة العربية، عادت سلطنة عُمان لتلعب دور الوسيط التقليدي، فيما أبدت دول الخليج الأخرى، ومصر تحديدًا، استعدادها لدعم جهود التهدئة، مدفوعةً بتخوفات من تداعيات أي تصعيد عسكري واسع النطاق على استقرار المنطقة برمّتها.
وفي ظل هذا الزخم الدبلوماسي، تبقى احتمالات النجاح رهينة بمدى استعداد الأطراف المعنية لتقديم تنازلات فعلية، وتجاوز الحسابات الآنية لصالح الاستقرار الإقليمي.
المصدر: أسوشيتد برس، رويترز، أكسيوس، فرانس 24.