فيلم “تقبلني” لإلياس بوخموشة.. السينما كعلاج والأمومة كفعل مقاومة

تحتضن قاعة متحف السينما بالجزائر العاصمة يوم الخميس 19 جوان 2025، على الساعة الثانية زوالًا، عرضًا خاصًا للفيلم الوثائقي “تقبّلني” (Accepte-moi) للمخرج الجزائري إلياس بوخموشة، وهي مناسبة إنسانية تمنح جمهور العاصمة فرصة لاكتشاف تجربة سينمائية تهزّ الوجدان، وتُعلي من صوت الأمهات في صراعهن اليومي مع وصمة الإعاقة.
بمناسبة العرض يقول المخرج إلياس بوخموشة لموقع “الصحفي”، “أن هذا الفيلم يصور اللامرئي في المجتمع، كي نتكفل بحماية الطفولة عامة و ذوي الهمم على وجه خاص، ويعتبره وقفة عز للمرأة التي هي أم الطفل المحتاج للعناية الخاصة به، فالأب يحمي والأم ترعى هذا الملاك” .
هذا العمل الذي أُنجز عام 2024، يذهب إلى ما هو أبعد من التوثيق الكلاسيكي، ليقدّم بزاوية حميمية قصة 3 أطفال مصابين باضطرابات التوحد والتريزوميا (متلازمة داون) من حي مديوني بوهران، حيث تتنقل الكاميرا بين تفاصيل الحياة اليومية للأمهات وترصد معاناتهن، فتضيء عتمات العزلة التي تفرضها نظرة المجتمع القاسية.
يمتد الفيلم على مدار 85 دقيقة، ويُحسب له أنه لا يستجدي التعاطف، بل يعرض المعاناة كقوة مقاومة، تحوّل الألم إلى فعل أمومي ثوري.
سينما بلا خطاب مباشر
يتكفّل المخرج إلياس بوخموشة بالإخراج، الموسيقى، والسيناريو، ويستعين بفريق تقني جزائري شاب من بينهم المونتير محمد منير مكري والمشرفة التقنية خالد وداحي، ما يمنح العمل طابعًا محليًا خالصًا وعابرًا للحدود في آن واحد.
يقول المخرج : “الفيلم يوظّف لغة بصرية هادئة، تأملية، تنأى عن الابتزاز العاطفي وتمنح المتفرج فرصة للتماهي العميق وربما مساءلة الذات، ويؤكد أن فيلم “تقبّلني” يندرج ضمن مفهوم “العلاج بالفن”، وهو تخصّص يجمع بين علم النفس والفنون التعبيرية كالرسم، التصوير، النحت، الشعر، الرقص، والدراما النفسية” ويوضح بوخموشة في دوراته الأكاديمية أن هذا النوع من العلاج يساعد على استكشاف المشاعر، السيطرة على القلق والاكتئاب، وتحسين نظرة الفرد لذاته، خاصة عند الأشخاص ذوي الهمم أو ضحايا الصدمات، وقد أشرف المخرج مؤخرًا على ورشة تدريبية بعنوان “مقدّمة في العلاج بالفن”، تتناول الأسس النظرية والتطبيقية لهذا المجال، وتهدف إلى تأهيل مختصين في الوساطة الثقافية من خلال أنشطة فنية موجّهة للطبقات الهشة والمهمّشة.
من هو المخرج إلياس بوخموشة؟
أكاديمي ومخرج سينمائي، وأستاذ جامعي، ومدير المعهد العالي للسينما، ينشط في مجال السينما الوثائقية والتجريبية، يُعرف باهتمامه بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، خاصة التوحد ومتلازمة داون.
من أبرز أعماله فيلم “عيد ميلاد تعيس”، الذي استغرق إنجازه 7 سنوات، ويُعد تجربة تجريبية حول الاغتراب وتلاشي الحلم، وفيلم ” تقبلني”، كما يتميز ذات المخرج بأسلوب سينمائي تأملي، يوظف البُعد النفسي والفني في معالجة قضايا اجتماعية مسكوت عنها.

Exit mobile version