افتتح وزير الثقافة والفنون، زُهير بلّلو، مساء الاثنين 16 جوان 2025، معرض “ورثة النور” المخصّص لفن الزخرفة والمنمنمات، بقصر الثقافة “مفدي زكريا”، تحت إشراف الفنان التشكيلي مصطفى أجعوط، أحد أبرز أعلام المنمنمات في الجزائر.
ويعرض هذا الحدث أكثر من 200 عمل فني من إنتاج 80 فنانًا، تتراوح أعمارهم بين 20 و75 سنة، أغلبيتهم تلقوا تكوينهم على يد الفنان أجعوط. وتنوّعت الأعمال بين لوحات وتحف تعبّر عن غنى تقاليد فنون الزخرفة والمنمنمات في الجزائر.
خلال جولته، عبّر زُهير بلّلو، عن إعجابه الكبير بجودة الأعمال المعروضة، منوّهًا بالجهود المبذولة في التأطير والتكوين، ومعتبرًا أن المعرض يعكس حيوية المشهد التشكيلي الوطني. كما توقف عند خصائص “المدرسة الجزائرية للمنمنمات”، وأثنى على المبادرات الفردية التي ساهمت في الحفاظ على هذا الفن العريق.
يُدرج هذا المعرض ضمن استراتيجية وزارة الثقافة الرامية إلى دعم الفنون التراثية وتثمين الإبداع المحلي، لاسيما فن المنمنمات الذي يُعد أحد مكوّنات الهوية الثقافية الجزائرية ورافدًا مهمًا للتراث الوطني.
للتذكير مصطفى أجعوط هو أحد أعلام فن الزخرفة والمنمنمات في الجزائر، وُلد سنة 1948 في بني ورثيلان بولاية سطيف. تلقى تكوينه في مدرسة الفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، وتخرّج منها سنة 1969. يُعرف بأسلوبه الفني الذي يجمع بين الأصالة والابتكار، حيث يستلهم أعماله من التراث الجزائري ومنمنمات المخطوطات الإسلامية، ويُعتبر مرجعًا في هذا الفن محليًا ودوليًا. ساهم في تأطير أجيال من الفنانين العصاميين، وكان له دور محوري في الحفاظ على فن المنمنمات وتطويره، من خلال الورش والمعارض الفنية داخل الجزائر وخارجها، وكان آخرها معرض “ورثة النور” الذي يعكس عمق تأثيره في الساحة الفنية الوطنية.