تحت شعار “من أجل تعاون مشترك ومستدام”، تستعد الجزائر لاحتضان الطبعة الـ56 من معرض الجزائر الدولي، الذي سينطلق يوم الإثنين 23 جوان 2025 بقصر المعارض بالصنوبر البحري في العاصمة.
وتم اختيار سلطنة عمان كضيف شرف الطبعة الـ56 من معرض الجزائر الدولي ، في ظل الزخم الجديد الذي تعرفه العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة بعد سلسلة الزيارات المتبادلة والتفاهمات الموقعة في مجالات متنوعة.
الطبعة الجديدة، المنظمة من طرف شركة الجزائر للمعارض (سافكس)، ستعرف مشاركة وطنية وأجنبية واسعة في قطاعات استراتيجية على غرار الصناعات الغذائية، الكهرومنزلية، الميكانيكية، الحديد والصلب، البناء والخدمات، كما سيُخصّص فضاء للبيع المباشر. ويتضمن البرنامج ندوة استثمارية يوم 24 جوان بفندق ماريوت بالعاصمة، تركز على قطاعات اللوجستيك، الصناعات التحويلية، والتخطيط العمراني بمشاركة وفد عماني رسمي واقتصادي. وتستمر فعاليات المعرض من 23 إلى 28 جوان ، مفتوحة يوميًا أمام الجمهور من الساعة 11 صباحًا حتى السادسة مساءً.
الاستثمار العُماني في الجزائر: شراكة استراتيجية لتعزيز الأمن الاقتصادي
و يتخذ التعاون الاقتصادي بين الجزائر وسلطنة عمان منحىً استراتيجيًا، في ظل سلسلة مشاريع استثمارية تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والصناعي، وتوسيع قاعدة الإنتاج المحلي. فخلال السنوات الأخيرة، شهدت العلاقة بين البلدين قفزة نوعية تُرجمت ميدانيًا في مجالات الطاقة، الصناعة، واللوجستيك.
ويُعد مجمع إنتاج الأمونيا واليوريا بوهران من أبرز تجليات هذا التعاون، وهو مشروع مشترك بين مجمع سوناطراك وشركة عمانية، باستثمار يفوق (3 مليارات دولار). يُنتج المجمع آلاف الأطنان يوميًا من المواد الأساسية للصناعات الزراعية، ما ساهم في تغطية حاجيات السوق المحلية والتقليل من الاستيراد.
من جهة أخرى، تسعى مشاريع صناعية عُمانية قيد الإنجاز إلى دعم الإنتاج الوطني في مجالات الخميرة والصناعات الغذائية، بينما يُنتظر من الصندوق الاستثماري المشترك بين البلدين، المقدر بـ300 مليون دولار، أن يموّل مشاريع في الطاقات المتجددة والصيد البحري والصناعة الصيدلانية.
وتكشف هذه الديناميكية عن إرادة سياسية واقتصادية لبناء شراكة متوازنة تقوم على المصلحة المشتركة، وتقليل التبعية للأسواق الخارجية، لاسيما في ظل المتغيرات الجيوسياسية العالمية.