حذّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من أن أيّ مساعدة عسكرية مباشرة تقدمها الولايات المتحدة لـ”إسرائيل”، أو حتى مجرّد التفكير في هذا الخيار، من شأنه أن “يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل جذري”. جاء ذلك في تصريح رسمي نقلته وكالة الإعلام الروسية.
أضافت زاخاروفا:
“العالم بات على شفا كارثة بسبب الضربات الإسرائيلية اليومية على البنية التحتية النووية الإيرانية، والتي تخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.”
وشدّدت على أن موسكو تعتبر هذه الضربات “غير قانونية وخطيرة للغاية”، مؤكدة أن استهداف منشآت نووية يُعد انتهاكًا للقانون الدولي ويزيد من احتمالات وقوع أزمة نووية في المنطقة، ستكون تداعياتها عالمية.
زاخاروفا وصفت التهديد النووي بأنه لم يعد مجرد افتراض، بل خطر فعلي يهدد استقرار المنطقة والعالم بأسره، داعية إلى وقف التصعيد وتفادي الانزلاق نحو ما وصفته بـ”الهاوية النووية”.
للاشارة شنّت”إسرائيل” منذ الجمعة 13 جوان 2025 واحدة من أوسع عملياتها الجوية ضد إيران، مستهدفة منشآت نووية وعسكرية في إطار ما وصفته بـ”عملية الأسد الصاعد”. العملية التي وُصفت بأنها الأكثر اتساعًا وتعقيدًا منذ سنوات، شاركت فيها قرابة 200 طائرة حربية في خمس موجات متتالية، تم خلالها استخدام أكثر من 300 ذخيرة دقيقة التوجيه لضرب مواقع موزعة في ناتنز وطهران وإصفهان وكرج. وتؤكد تقارير أن الهجمات طالت بالأساس منشآت تخصيب اليورانيوم، خاصة مصنع ناتنز الشهير، الذي تعرّض لأضرار معتبرة أدت إلى توقف جزئي لبعض أجهزته الحيوية، في حين ظلّت المنشآت تحت الأرض في فوردو تعمل رغم الأضرار المسجلة.
الهجوم أسفر عن مقتل 14 عالِمًا في مجال الطاقة النووية على الأقل، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية الإيرانية، بحسب ما نقلته وكالات دولية. وتمثل هذه الضربات تطورًا خطيرًا في الصراع المستمر بين طهران وتل أبيب، خاصة مع تصاعد وتيرة الحديث عن اقتراب إيران من مستوى تخصيب يمكن أن يمكّنها نظريًا من امتلاك القدرة على تصنيع السلاح النووي. وذكرت مصادر “إسرائيلية” أن العملية هدفت إلى كبح التقدم الإيراني في هذا المجال دون الحاجة إلى تدخل أمريكي مباشر، لكن تحليلات متعددة تشير إلى أن قدرة الكيان العبري على تدمير المنشآت المحصنة بعمق تظل محدودة دون دعم واشنطن، خاصة من حيث الذخائر الخارقة للتحصينات.
المصدر: وكالة تاس الروسية + الصحفي