في إطار مشروع الفيلم السينمائي الجزائري حول شخصية الأمير عبد القادر، أعلنت المؤسسة العمومية “الجزائري” عن تسلمها التقرير النهائي للجنة الاستشارة والخبرة المكلفة بمرافقة هذا المشروع التاريخي والإشراف على تحضير وتنفيذ السيناريو.
التقرير حول مشروع الفيلم السينمائي حول شخصية الأمير عبد القادر،، يُعد ثمرة أشهر من البحث والتوثيق، يهدف إلى توفير أرضية تاريخية دقيقة لصياغة سيناريو يعكس مكانة الأمير عبد القادر كمؤسس للدولة الجزائرية الحديثة ورمز عالمي للمقاومة والسيادة. وقد أشاد الوزير بللو بالمستوى العلمي الرفيع للعمل المنجز، داعياً إلى توظيف ما تزخر به الجزائر من مقومات حضارية وجغرافية لإبراز البعد الإنساني والتاريخي للأمير، وترسيخ مكانة الجزائر كوجهة سينمائية عالمية.
من جانبه، اعتبر سليم عقار أن هذا المشروع قد يشكّل انطلاقة لسلسلة من الأعمال السينمائية حول رموز التاريخ الوطني، معزّزًا بذلك الصورة العالمية التي يتمتع بها الأمير عبد القادر. يُذكر أن اللجنة تم تنصيبها في فبراير الماضي، وتضم أسماء وازنة مثل أحمد بجاوي، واسيني الأعرج، وعلال بيتور، وقد عهد إليها برسم الملامح الكبرى للسيناريو، واختيار الأحداث والمحاور التاريخية الجوهرية التي تستحق التجسيد الدرامي.
للاشارة التقرير حول فيلم الامير عبد القادر جاء في سياق الاجتماع الختامي الذي احتضنه مقر المؤسسة العمومية “الجزائري” ، بحضور وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، والمكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية، فيصل مطاوي، إلى جانب المكلف بتسيير المؤسسة، سليم عقار، ورئيس اللجنة الدكتور جمال يحياوي، وأعضاء اللجنة من الشخصيات الأكاديمية والثقافية البارزة.
للتذكير المؤسسة العمومية “الجزائري” هي هيئة جديدة أُنشئت في إطار استراتيجية الدولة الجزائرية لإعادة بعث الحركية في قطاع السينما والإنتاج السمعي البصري. تأسست بموجب مرسوم رئاسي سنة 2023، وتخضع لوصاية وزارة الثقافة والفنون. تتمثل مهمتها الأساسية في إنتاج واستغلال الأعمال السينمائية والسمعية البصرية التي تكرّس الذاكرة الوطنية وتعزز الهوية الثقافية الجزائرية، إلى جانب الترويج للثقافة والتاريخ الوطني بأساليب فنية حديثة تنافس على الصعيدين المحلي والدولي.
وتسعى مؤسسة “الجزائري” إلى أن تكون رافعة استراتيجية لتطوير الصناعة السينمائية، من خلال إنجاز مشاريع كبرى ذات بعد وطني وتاريخي، من أبرزها الإشراف على المشروع السينمائي حول شخصية الأمير عبد القادر، مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وذلك عبر تبنّي رؤية فنية ومعرفية دقيقة تقوم على البحث والتوثيق.
كما تضطلع المؤسسة بدور مركزي في فتح آفاق التعاون مع الفاعلين الثقافيين محليًا ودوليًا، وتوفير بيئة إنتاج احترافية تسهم في إبراز صورة الجزائر كوجهة سينمائية واعدة. وتمثل “الجزائري” اليوم خطوة مفصلية في مسار إعادة الاعتبار للفن السابع الجزائري، عبر ربط الإبداع الفني بالذاكرة الجماعية وتوظيف الوسائط الحديثة لتجسيد السردية الوطنية بأسلوب معاصر.
