دعت روسيا إلى وقف فوري للهجمات الجوية “الإسرائيلية” على المنشآت النووية الإيرانية، محذّرة من مخاطر أي تدخل أميركي في الصراع، ومعتبرة أن العواقب قد تكون “خارجة عن السيطرة”.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، صرّحت من “منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي” أن الضربات التي تستهدف منشآت نووية سلمية “غير مقبولة إطلاقًا”، ووصفتها بأنها “مغامرة إجرامية” تهدد الاستقرار الإقليمي والدولي.
وأكدت زاخاروفا أن تبرير هذه العمليات بمزاعم منع الانتشار النووي “مجرد نفاق سياسي”، مشددة على أن موسكو تراقب بقلق خاص استهداف محطة “بوشهر” النووية، التي يعمل فيها خبراء روس. وأضافت أن روسيا “تخطر الولايات المتحدة بمغبة التدخل المباشر في النزاع مع إيران”، مشيرة إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تطورات لا يمكن ضبطها.
كما شددت الخارجية الروسية على أن المنشآت النووية المستهدفة تخضع لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتدخل في إطار التفتيش الدولي، وهو ما يزيد من خطورة الضربات الإسرائيلية من وجهة النظر الروسية.
للاشارة تشكّل محطة بوشهر النووية رمزًا للتعاون الروسي-الإيراني في مجال الطاقة النووية السلمية، وهي المنشأة التي تبدي موسكو حساسية خاصة تجاه استهدافها. يعود هذا التعاون إلى عقد التسعينيات، حين تولّت شركة “أتومستروي إكسبورت” الروسية استكمال المشروع بعد سنوات من تعثّره، ليتم تشغيل المحطة رسميًا عام 2011.
ومنذ ذلك الحين، استمرت روسيا في تقديم الدعم التقني والفني لايران في الطاقة النووية السلمية، حيث يعمل داخل المنشأة فريق من الخبراء والفنيين الروس، يتولون عمليات التشغيل والصيانة وضمان السلامة التقنية. ويعدّ وجود هؤلاء الخبراء أحد الأسباب الرئيسة التي دفعت الخارجية الروسية إلى التحذير الصريح من تبعات استهداف بوشهر، معتبرة أن أي ضرر يلحق بالمحطة لا يمثّل تهديدًا للبيئة والأمن الإقليمي فحسب، بل أيضًا يمس سلامة المواطنين الروس الموجودين هناك. هذا العنصر الإنساني يزيد من تعقيد الموقف ويضفي على التحذير الروسي طابعًا أكثر حدة، في ظل تصاعد التوترات واحتمالات توسّع دائرة النزاع.
للاشارة شنّت”إسرائيل” منذ الجمعة 13 جوان 2025 واحدة من أوسع عملياتها الجوية ضد إيران، مستهدفة منشآت نووية وعسكرية في إطار ما وصفته بـ”عملية الأسد الصاعد.
الهجوم أسفر عن مقتل 14 عالِمًا في مجال الطاقة النووية على الأقل، إلى جانب عدد من القيادات العسكرية الإيرانية، بحسب ما نقلته وكالات دولية. وتمثل هذه الضربات تطورًا خطيرًا في الصراع المستمر بين طهران وتل أبيب.
المصدر: روسيا اليوم + الصحفي