“لماذا يجب على الجزائر الانتقال من دور المزوّد إلى دور المحور ؟” تحت هذا العنوان، تطرق مقال تحليلي نشره موقع “Algerie Patriotique” إلى السياق الجيوطاقوي الدولي المتأزم، مشيرًا إلى أن التحولات الجيوسياسية المتسارعة قد حوّلت ملف الطاقة من مجرد رهانات اقتصادية إلى ساحة حرب غير مرئية تُستخدم فيها أدوات التأثير المالي والعسكري لإعادة تشكيل موازين القوى.
و يشير المقال إلى أن العمليات العسكرية التي طالت منشآت إيرانية، من بينها حقل “ساوث بارس” ومصافي الوقود، لا يمكن قراءتها كأفعال معزولة، بل كجزء من خطة مدروسة تهدف إلى منع بروز أي بديل عن نظام الهيمنة المالية الأمريكية، لاسيما تلك المبادرات المتعلقة ببيع الغاز باليوان أو النفط بالروبل، إلى جانب مشاريع العملات الرقمية السيادية.
ويبدو من مضمون المقال أن هذا التوجه مرتبط أيضًا بتحركات تجري خلف الكواليس، تجمع بين واشنطن، تل أبيب، وعدد من دول الخليج، على أساس معادلة مفادها: “الأمن مقابل الولاء النقدي”. ويُفهم من هذا أن النظام العالمي القائم على البترودولار بصدد إعادة تثبيت نفسه، ولو بالضغط.
تشير المعطيات الواردة في المقال إلى أن آثار هذا الصراع بدأت تنعكس على الواقع العالمي: من ارتفاع أسعار النفط وتكاليف الشحن، إلى تراجع قيمة العملات المحلية، وتزايد الاختناقات في سلاسل التوريد، مما ينعكس سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين في مختلف الدول، حتى تلك البعيدة عن مسرح المواجهة.
وفي خضم هذا المشهد، يدعو كاتب المقال الجزائر إلى عدم الاكتفاء بدور المزوّد الثانوي، وهي التي تمتلك ثروات غازية وشمسية ومعدنية ضخمة. ويؤكد على ضرورة التحول نحو مقاربة استراتيجية قائمة على تأمين السيادة على الموارد، تعزيز التصنيع، وتأسيس شراكات متوازنة. فالتحول الحاصل في النظام العالمي لا يرحم الدول التي تبقى دون مشروع أو موقع واضح.