من مالي الى إيران…اعتقال جواسيس أوكرانيين في طهران

أفادت وسائل إعلام إيرانية، يوم الثلاثاء 25 جوان 2025، أن أجهزة الأمن في البلاد اعتقلت ثلاثة عناصر يُشتبه بانتمائهم إلى جهاز الاستخبارات الأوكراني، بتهمة التخطيط لعملية تخريبية استهدفت منشأة صناعية لإنتاج الطائرات المسيّرة في مدينة أصفهان وسط إيران.

وذكر موقع مشرق نيوز الإيراني أن “السلطات الأمنية أوقفت ثلاثة عملاء لأجهزة استخبارات أوكرانية، كانوا يعتزمون تنفيذ هجوم يستهدف أحد مصانع المسيرات”. ووفقًا لما أوردته وكالة تسنيم، فقد جرت عملية التوقيف جنوب طهران، بعد مراقبة دقيقة استمرت عدة أسابيع.

وأكد مصدر من الحرس الثوري الإيراني لوكالة تسنيم أن المجموعة حاولت التسلل إلى مصنع عسكري بهدف زرع عبوات ناسفة داخله، مشيرًا إلى أن التدخل الأمني حال دون تنفيذ العملية.

وخلال عملية تفتيش الموقوفين، صادرت السلطات الإيرانية معدات تفجير وأجهزة اتصال، إضافة إلى خريطة مفصلة توضح البنية الداخلية للمصنع المستهدف.

لى مدار العامين الماضيين، برزت تقارير تفيد بأن أجهزة المخابرات الأوكرانية (GUR) دخلت عمق الأزمات في منطقة الساحل الإفريقية، عبر تقديم تدريبات ودعم عسكري لعناصر متمردة، خاصة ضد جماعات Wagner الروسية. ففي مالّي أواخر 2023 وبداية 2024، كشفت تقارير عن تدريب مقاتلي الطوارق من “الإطار الإستراتيجي الدائم” على تشغيل الطائرات المسيّرة المفخخة في أوكرانيا، وتم تمديد ذلك أيضًا إلى مناطق داخل مالي

ووصل الأمر حدّ الاعتراف الرسمي من الأوكران، الذين أكدوا تسليم “معلومات استخباراتية ودعمًا فنيًا” لمقاتلي الطوارق خلال معركة تين زاوەتين ضد قوات Wagner في يوليو 2024 .

في النيجر ومناطق الساحل الأخرى، ظهرت أسلحة مضادة للدبابات وذخائر من منشأ أوكراني، إضافة إلى أجهزة اتصال عبر الأقمار الصناعية «ستارلينك»، ما أثار مخاوف من استخدامها في عمليات التمرد .

يأتي هذا الدعم كجزء من استراتيجية أوسع تعرف بـ”النهضة الأوكرانية–الإفريقية”، حيث بدأت أوكرانيا منذ عام 2022 في تعزيز تواجدها الدبلوماسي وتفعيل تدفقات الدعم العسكري والاستخباراتي، خاصة ضد انتشار النفوذ الروسي عبر Wagner .

في المقابل، تصف أطراف في روسيا ودول اقليمية مثل مالي والنيجر هذه الخطوات بأنها “دعم للإرهاب” وتهديد لأمن القارة، وأدى ذلك إلى قطع هذه الدول العلاقات الدبلوماسية مع كييف .

و للاشارة تُعدّ أجهزة الاستخبارات الأوكرانية من أبرز الأذرع الأمنية النشطة على الساحة الدولية منذ اندلاع الحرب مع روسيا في 2022، وتتركّز أهمها في الاستخبارات العسكرية (GUR)، التابعة لوزارة الدفاع، والتي يُعهد إليها تنفيذ العمليات السرية خارج البلاد، بما في ذلك دعم جماعات مسلّحة وتخطيط هجمات تخريبية، كما حدث مؤخرًا في إيران. إلى جانبها، يعمل جهاز الأمن الأوكراني (SBU) في مجال مكافحة التجسس والإرهاب داخل البلاد، فيما يتولى جهاز الاستخبارات الخارجية (SZRU) جمع وتحليل المعلومات من الخارج. وقد تحوّلت هذه الأجهزة، خلال العامين الماضيين، إلى أدوات نشطة في المواجهة المفتوحة مع موسكو، لا سيما في إفريقيا، حيث تتّهم كييف بدعم مجموعات متمرّدة في الساحل ضد حلفاء روسيا، ضمن ما يعرف باستراتيجية “النهضة الأوكرانية الإفريقية”.

;

Exit mobile version