أقرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعديلًا على الاتفاق الحكومي المتعلق بالقرض الممنوح لمصر لتمويل مشروع محطة الضبعة النووية، يسمح بتحويل سداد القرض إلى العملة المحلية الروسية، الروبل، بدلًا من العملات الأجنبية، وذلك بموجب بروتوكول تم توقيعه في سبتمبر 2024.
ويأتي هذا التعديل استجابة لصعوبات واجهها الطرفان في استخدام ما وصفته موسكو بـ”العملات غير المواتية”، في ظل التوترات المالية العالمية والعقوبات المفروضة على روسيا. وبحسب نائب وزير المالية الروسي فلاديمير كوليتشيف، فقد سددت مصر جميع مستحقاتها حتى بداية عام 2024، وتواصل حاليًا الدفع وفق الجدول الزمني المتفق عليه.
وتعود جذور الاتفاق إلى 9 نوفمبر 2015، حين أبرمت القاهرة وموسكو اتفاقًا يمنح مصر قرضًا حكوميًا ميسرًا لتمويل مشروع الضبعة النووي، الذي وُقّع لاحقًا في 19 نوفمبر من العام نفسه. ويبلغ إجمالي قيمة الاستثمار نحو (25 مليار دولار)، تتحمله روسيا لتمويل الأعمال الإنشائية والتقنية.
وتُعد محطة الضبعة أول مشروع للطاقة الكهرذرية في مصر، وتقع على سواحل البحر المتوسط بمدينة الضبعة، بمحافظة مطروح، على بُعد 300 كلم شمال غرب القاهرة. وتضم المحطة أربعة مفاعلات من الجيل الثالث “3+”، تعمل بالماء المضغوط، وبقدرة إجمالية تبلغ (4800 ميغاواط)، أي بواقع (1200 ميغاواط لكل مفاعل)، ومن المتوقع تشغيل أول مفاعل بحلول عام 2028.
وتتولى شركة “روساتوم” الروسية العملاقة تنفيذ المشروع، وتُعد من أبرز الفاعلين عالميًا في قطاع الطاقة النووية، بخبرة واسعة في بناء وتشغيل المحطات داخل روسيا وخارجها، وبما يتماشى مع معايير السلامة والأمان التي أقرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
و بالنظر إلى التحولات المتسارعة في النظام المالي العالمي، بدأت نسبة استخدام الدولار الأميركي في المعاملات التجارية العالمية تشهد تراجعًا تدريجيًا، خصوصًا منذ عام 2022. فبحسب بيانات نظام “سويفت” (SWIFT)، لا يزال الدولار يُستخدم في نحو 72٪ من تمويل التجارة العالمية حتى منتصف 2024، مقارنة بـ85٪ تقريبًا قبل خمس سنوات. في المقابل،
و ارتفعت حصة اليوان الصيني في التسويات التجارية العالمية إلى أكثر من 6٪ بحلول أبريل 2024، وفقًا لتقارير “فايننشال تايمز”، في أعلى مستوى له على الإطلاق. أما في الفضاء الأوراسي، فقد كشفت وزارة المالية الروسية في ديسمبر 2023 أن 85٪ من المبادلات التجارية بين دول رابطة الدول المستقلة (CIS) تتم بالعملات الوطنية، فيما تواصل الصين وروسيا تسوية ما يقرب من 95٪ من تجارتهما الثنائية بالروبل واليوان منذ أواخر 2023. من جهتها، رفعت دول “بريكس” نسبة تسوية تجارتها بالعملات المحلية من 18٪ عام 2020 إلى نحو 45٪ بحلول 2024، في مؤشر واضح على التقدم في سياسات إزالة الدولرة عالميًا.
المصدر: نوفوستي + الصحفي