على هامش التظاهرة الفنية المتميزة التي احتضنها مسرح وهران “عبد القادر علولة” بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى، خصّ مدير المسرح، الأستاذ مراد سنوسي، موقع “الصحفي” بحوار حصري، استعرض فيه ملامح استراتيجية الانفتاح الثقافي للمسرح، وتوجهه نحو دمج الجامعة، واحتضان المواهب، وتحقيق إشعاع محلي ودولي جعل من ركحه وجهة مفضلة للعديد من السفارات والمؤسسات الثقافية الأجنبية.

و اكد مدير المسرح، الأستاذ مراد سنوسي أن هذا الانفتاح هو “خيار استراتيجي” وليس مجرد ظرفية احتفالية. ويقول: “نتعاون محليًا مع مسارح من مستغانم والعاصمة وعنابة، ونسعى دوليًا إلى استقبال عروض نوعية… حتى إننا أصبحنا قبلة مفضلة للعديد من المؤسسات الدولية مثل “معهد سيرفانتس الاسباني” الذي بات يبرمج فعالياته على ركح مسرح وهران بدل المراكز الثقافية التقليدية”. و من عروض الأوركسترا السمفونية لموسكو إلى حضور فرق من أمريكا اللاتينية، يبدو أن المسرح الجهوي بوهران قد كسر الصورة النمطية لـ”مسرح المحافظات”، وتحول إلى واجهة ثقافية ذات بُعد دولي.
لكن الديناميكية لا تقف عند العروض. سنوسي يصف الجامعة الجزائرية بأنها “الخزان الاستراتيجي لإطارات المسرح”، ويشدد على أن العلاقة معها تتجاوز التنسيق المناسباتي، إذ يشرف المسرح على تكوين الطلبة ميدانيًا ويدمجهم في مشاريع التخرج والتدريبات، في مبادرة تهدف لربط الموهبة بالتكوين الأكاديمي.
ويكشف سنوسي عن إدماج مباشر لخمس عناصر واعدة ضمن أعمال المسرح، من بينها شخصية “بيتشو” التي أسست لاحقًا جمعية ثقافية مستقلة. كما تخصص الإدارة يوم الثلاثاء للأطفال لتعزيز الحس المسرحي، ويوم الأربعاء للهواة والجمعيات للتدريب، فيما تبرمج العروض الاحترافية من الخميس إلى السبت.
أما من حيث الجمهور، فيؤكد المتحدث أن “الإقبال الجماهيري في تزايد ملحوظ”، حيث يستقطب المسرح أزيد من 400 طفل كل ثلاثاء، بالإضافة إلى جمهور متنوع خلال الحفلات الموسيقية التي قال إنها “تسجل أعلى نسب حضور وتساهم في تمويل الإنتاج المسرحي”.
ورغم التحديات، لا سيما تراجع عدد الممثلين الدائمين من 20 إلى 5 فقط، تعتمد الإدارة على الطاقات الجمعوية وتبرمج سنويًا إنتاجين مسرحيين عبر لجنة مختصة، بهدف تمثيل المسرح محليًا ودوليًا. و بهذا الزخم، يبدو أن مسرح وهران لا يكتفي بدور العرض، بل يتقدم ليكون مؤسسة حية تجمع بين الفن والتكوين والدبلوماسية الثقافية، في تجربة تستحق المتابعة والتثمين.