في أعقاب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران و”إسرائيل”، مساء الإثنين 24 جوان 2025، سجّلت الأسواق العالمية تحركات قوية تعكس حساسية المشهد الاقتصادي تجاه التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. فمع دخول الهدنة حيّز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، تراجعت أسعار النفط بشكل حاد، بينما ارتفعت المؤشرات المالية في أسواق الأسهم، في وقت أعاد فيه المستثمرون توجيه رهاناتهم بعيدًا عن الأصول الآمنة.
النفط ينخفض… والمخاوف تتراجع
في ردّ فعل مباشر على تهدئة التوترات، هبط سعر خام برنت بنسبة تجاوزت 10% خلال 48 ساعة، ليستقر عند حدود 68.70 دولارًا للبرميل صباح الثلاثاء، بعد أن لامس سابقًا حاجز الـ 78 دولارًا الأسبوع الماضي. ويعود هذا الانخفاض إلى انحسار المخاوف من توسّع الصراع وتأثيره على إمدادات النفط العالمية، خاصة عبر مضيق هرمز، الذي تمرّ عبره قرابة 20% من تجارة النفط العالمية.
الأسهم تنتعش بقيادة الأسواق الآسيوية
بالتوازي مع انخفاض أسعار الطاقة، شهدت بورصات عالمية موجة صعود، خصوصًا في الأسواق الآسيوية. فقد ارتفع مؤشر Nikkei 225 الياباني بنسبة 2.4%، فيما قفز مؤشر Hang Seng في هونغ كونغ بأكثر من 3%. أما في الولايات المتحدة، فقد أغلق مؤشر S&P 500 على مكاسب قوية، بدعم من قطاعات التكنولوجيا والطاقة، التي استفادت من تراجع التوترات والتوقعات بانخفاض تكاليف التشغيل.
الذهب والدولار في وضع دفاعي
من جهة أخرى، شهدت أسعار الذهب تراجعًا بنسبة 1.2%، لتسجّل نحو 2,290 دولارًا للأونصة، بعد أن كانت قد ارتفعت بقوة خلال أيام التصعيد. ويعود هذا الانخفاض إلى تراجع الطلب على الأصول الآمنة مع عودة شهية المخاطرة إلى الأسواق.
أما الدولار الأميركي، فقد شهد تراجعًا طفيفًا أمام العملات الكبرى، خاصة اليورو والين، وسط ترقّب المستثمرين لأي مؤشرات إضافية حول السياسة النقدية الأميركية في ظل استقرار الأسواق.