الجيري باتريوتيك…قناة جزائرية تلعب لعبة مشبوهة

في موقف لا يخلو من الدلالة، اعتبرت جريدة “ألجيري باتريوتيك” أن احدى القنوات التلفزيونية، التي تُقدَّم على أنها وسيلة إعلامية جزائرية، تلعب “لعبة مشبوهة” تمسّ وحدة الجزائر وتخدم “أجندات انفصالية معلومة المصدر”. وجاء في تحليل الموقع أن تغطية القناة للذكرى الـ27 لاغتيال الفنان والمناضل الجزائري معطوب لوناس، لم تكن بريئة من التوظيف السياسي، بل سقطت في فخ الانحياز لروايات أجنبية تُعيد إنتاج خطاب التشكيك في مؤسسات الدولة، وتفتح المجال مجددًا أمام ما سمّته الجريدة بـ”الطابور الخامس المتخندق في باريس”.

تشير المعطيات الواردة في مقال “ألجيري باتريوتيك” إلى أن تغطية القناة التلفزيونية للذكرى الـ27 لاغتيال الفنان معطوب لوناس حملت منحًى مثيرًا للجدل، من خلال تركيزها الحصري على روايات الإعلام الفرنسي، مع تغييب تام للبعد الوطني الجزائري في شخصية معطوب ومساره.

يبدو من مضمون مقال “ألجيري باتريوتيك” أن القناة اختارت بث تقارير صادرة عن وسائل إعلام باريسية تعود لفترة التسعينيات، حين كانت تغطي الاحتجاجات التي اندلعت عقب اغتيال معطوب في تيزي وزو. وقد جرى توظيف تلك الصور القديمة، وربطها بروايات تتهم السلطات الجزائرية، ما يُعيد إحياء خطاب “من قتل من؟”، وهو الطرح الذي برز في تسعينيات الأزمة الأمنية، وارتبط – حسب المقال – برواية نشطت عبر دوائر المخابرات الفرنسية وبعض الأسماء الجزائرية المقيمة في الخارج.

كما اشار كاتب المقال أن القناة أبرزت مشاهد لجنازات ومظاهرات، مع إعطاء الكلمة لوجوه تحوّلت لاحقًا إلى ناشطين في حركة “الماك” الانفصالية(الحركة المصنفة ارهابية في الجزائر)، دون وضع ذلك في سياقه الكامل أو الإشارة إلى التورط الإرهابي المعروف للجماعات المسلحة التي تبنّت اغتيال معطوب لوناس. كما تم تسليط الضوء على ظهور فرحات مهني في بعض المواد المصورة، في سياق يوحي بدعم غير مباشر لأطروحاته الانفصالية.

تُفهم من المقال الأصلي رسالة تحذيرية بشأن الدور الذي قد تلعبه بعض القنوات الجزائرية، حينما تُوظف المادة الإعلامية لأهداف أيديولوجية تتقاطع مع مشاريع التقسيم أو نشر الشكوك حول وحدة الدولة أو نشر خطاب الكراهية.

Exit mobile version