في تصريحات مثيرة للقلق أدلى بها لقناة الميادين، حذّر العميد المتقاعد مالك أيوب اليوم الجمعة من أن “الاحتلال الإسرائيلي” يسعى حاليًا إلى دفع الفلسطينيين في قطاع غزة نحو الجنوب، في إطار مخطط أوسع يهدف إلى تغيير ديموغرافي قسري في القطاع (تهجير قسري للفلسطينيين)، عبر تضييق الخناق على سكانه وفرض واقع إنساني لا يُحتمل. وأكد أيوب أن ما يجري على الأرض لا ينفصل عما وصفه بـ”المخطط الدولي الصامت” لترحيل الفلسطينيين قسرًا، مشيرًا إلى تقارير تحدثت عن نية توطين نحو مليون فلسطيني من غزة في ليبيا، معتبرًا أن هذا الطرح يُجدد سيناريوهات التهجير الكبرى التي عرفها الفلسطينيون في نكبة 1948 ونكسة 1967.
وتأتي تصريحات مالك أيوب متقاطعة مع ما كشفته شبكة NBC News الأميركية في تقرير نشرته شهر مايو 2025، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية، أفادت بأن إدارة ترامب السابقة كانت قد ناقشت، بالتعاون مع أطراف إقليمية، مقترحًا بترحيل عدد كبير من سكان غزة إلى مناطق نائية في ليبيا، مقابل تسهيلات مالية ودبلوماسية لحكومة طرابلس. ورغم نفي واشنطن الرسمي لهذا المخطط، ووصفه بأنه “عارٍ عن الصحة”، إضافة إلى رفض ليبي قاطع لأي حديث من هذا النوع، إلا أن تكرار هذه الفرضية من قبل شخصيات عسكرية وإعلامية، يعكس هواجس حقيقية داخل الأوساط العربية من وجود نية إسرائيلية لإعادة إحياء خيار التهجير الجماعي كحلّ بديل عن وقف العدوان أو رفع الحصار.
هذا الطرح، سواء أكان واقعيًا أم مجرد تسريبات مدروسة، يعيد إلى الواجهة جدلًا إقليميًا قديمًا حول “الوطن البديل”، ويفتح الباب لتساؤلات خطيرة بشأن مستقبل الوجود الفلسطيني في غزة في ظل حرب مفتوحة لا أفق واضحًا لنهايتها.
للاشارة العميد مالك أيوب هو ضابط متقاعد في الجيش اللبناني، يُعرف بمشاركاته المكثفة كمحلل عسكري واستراتيجي في وسائل الإعلام اللبنانية، لا سيما عبر قنوات مثل “المنار” و”الميادين”. يتميّز بخطاب حاد ومباشر، يركّز فيه على تفنيد الأداء العسكري الإسرائيلي، وقراءة توازنات القوة بين المقاومة في لبنان وجيش الاحتلال. وغالبًا ما يُستضاف للتعليق على التطورات في جنوب لبنان أو قطاع غزة، حيث يقدّم تقييمات ميدانية دقيقة مستندة إلى خبرة ميدانية طويلة في البقاع والجنوب. كما يشتهر بمواقفه الصريحة في الدفاع عن خيار المقاومة، ويرى في التصعيد الإسرائيلي الأخير تأكيدًا على عجز تل أبيب عن فرض معادلات جديدة في المنطقة.
هذا و أكد ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، أن توسيع اتفاقيات إبراهام يُعد من أبرز أولويات الإدارة الأمريكية الحالية، في حال فوز ترامب بعهدة جديدة. وجاء ذلك خلال مقابلة له مع قناة CNBC الأمريكية، نُشرت تصريحاتها أيضًا في موقعي JNS وThe Times of Israel.
وقال ويتكوف إن أحد الأهداف الأساسية التي يسعى إليها ترامب في الشرق الأوسط هو إدماج دول جديدة ضمن إطار اتفاقيات إبراهام، التي أُطلقت سنة 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وصرّح في هذا السياق: “أحد الأهداف الرئيسية للرئيس هو توسيع اتفاقيات إبراهام”.
وأضاف ويتكوف أن الإدارة الأمريكية تجري محادثات مع عدد من الدول التي “لم يكن من المتوقع أن تنضم سابقًا” إلى الاتفاق، مشيرًا إلى اقتراب الإعلان عن خطوات تطبيعية جديدة. وقال:
“نعتقد أننا بصدد الإعلان قريبًا عن انضمام دول جديدة لم يكن أحد ليتصور أنها ستكون جزءًا من اتفاقيات إبراهام.”
وفي معرض حديثه عن أهداف الاتفاق، أوضح المبعوث الأمريكي أن التطبيع لا يهدف فقط إلى بناء علاقات دبلوماسية، بل يسعى أيضًا إلى ضمان استقرار المنطقة وتعزيز التفاهمات الاقتصادية والسياسية بين الأطراف المنخرطة. واعتبر أن إشراك مزيد من الدول العربية في هذه الاتفاقيات من شأنه أن يُحدث تغييرًا عميقًا في معادلات الشرق الأوسط.
وتأتي هذه التصريحات في سياق جيوسياسي دقيق، خاصة بعد التحركات الإقليمية الأخيرة في الملفين الإيراني والإسرائيلي، والجهود الأمريكية للتهدئة، والتي لعب فيها ويتكوف دورًا بارزًا، بحسب ما نشره موقع JNS.org.