شهد جنوب لبنان، اليوم الجمعة، تصعيدًا عسكريًا “إسرائيليًا” خطيرًا، تمثل في غارات جوية عنيفة استهدفت مدينة النبطية ومحيطها، حيث استخدم جيش الاحتلال ما يشبه “الحزام الناري” في قصف التلال المشرفة على المدينة، بالتزامن مع استهداف مباشر لشقة سكنية، أسفر عن استشهاد مواطنة لبنانية وإصابة 11 آخرين بجروح متفاوتة.
وأفادت مراسلة قناة الميادين أن الطائرات الحربية “الإسرائيلية” شنت سلسلة من الغارات القوية والمتتالية على التلال الواقعة في بلدة كفرتبنيت، لاسيما منطقة “علي الطاهر”، وهي منطقة مرتفعة تطل على مدينة النبطية. وأوضحت أن الغارات كانت قريبة جدًا من المناطق السكنية، ما أثار الذعر بين السكان، كما تسببت في اندلاع حرائق واسعة في الأراضي الحرجية المحيطة، وتعمل فرق الدفاع المدني على احتوائها حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
في تطور بالغ الخطورة، استهدفت الطائرات الصهيونية شقة سكنية داخل مدينة النبطية، ما أسفر عن استشهاد امرأة وإصابة 11 شخصًا آخرين. وقد أظهرت الصور الأولية حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبناية المستهدفة، فيما لا تزال فرق الإسعاف والدفاع المدني تعمل على إزالة الركام والبحث عن ضحايا محتملين.
ولم تقتصر الغارات على النبطية ومحيطها، إذ شنت المقاتلات الإسرائيلية أيضًا غارات على منطقتي المحمودية والخردلي، اللتين تقعان شمال نهر الليطاني، ما يُعد خرقًا إضافيًا لما يُفترض أنه “خط أحمر” حددته قرارات مجلس الأمن بعد حرب 2006، لا سيما القرار 1701.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الخرق “الإسرائيلي” لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم عقب حرب تموز 2006، حيث تُنفذ غارات شبه يومية تستهدف الجنوب اللبناني، بما في ذلك بعض مناطق البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، فضلًا عن احتلال الاحتلال لما يُعرف بـ”النقاط الخمس” الحدودية المتنازع عليها.
التصعيد “الإسرائيلي” في جنوب لبنان يُعد جزءًا من التوتر الإقليمي المتصاعد، لا سيما منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023 وحرب الابادة التي يماؤسها ضد الفلسطينيين، حيث تصاعدت الاشتباكات اليومية بين حزب الله وقوات الاحتلال على طول الحدود الجنوبية، واتخذت المواجهات طابعًا أكثر اتساعًا في الأسابيع الأخيرة.
المصدر. الميادين