أعربت الجزائر، اليوم الجمعة 27 جوان 2025، عن ترحيبها بتوقيع اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، والذي جرى في العاصمة الأميركية واشنطن، واعتبرته محطة مهمة في مسار استعادة السلم والأمن بشكل دائم في منطقة عانت طويلاً من دوامة العنف والانقسامات.
بيان الخارجية الجزائرية أكد أن هذا اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا، يُعيد الاعتبار لمبدأ التسوية السلمية للنزاعات عبر الوسائل الدبلوماسية، ويُعد نموذجًا يُحتذى به لمعالجة الأزمات في مناطق أخرى من القارة الإفريقية التي ما زالت تشهد بؤر توتر وصراع.
وشدد بيان الجزائر على أن التقدم المحرز بين الكونغو ورواندا يمكن أن يكون حافزًا لتوسيع هذه الحركية الإيجابية نحو دول أخرى تعاني من أزمات مزمنة، بما يسهم في ترسيخ قارة مستقرة وآمنة تُوجه طاقاتها نحو التنمية الشاملة والازدهار المستدام.
وختمت الجزائر بيانها بتجديد دعمها الكامل للتنفيذ الفعلي لبنود اتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، معربة عن أملها في أن يكون هذا الإنجاز بداية لمسار دبلوماسي يعمّ جميع مناطق النزاع في إفريقيا.
للاشارة الصراع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا يمتدّ جذوره إلى تسعينيات القرن الماضي، وتحديدًا عقب الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، التي أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص، أغلبهم من التوتسي. بعد تلك المأساة، فرّ مئات الآلاف من الهوتو، وبينهم عناصر من الميليشيات المسؤولة عن الإبادة، إلى شرق الكونغو (زائير آنذاك)، ما خلق وضعًا أمنيًا هشًّا في المنطقة. في عام 1996، تدخلت رواندا عسكريًا لدعم تمرد ضد نظام موبوتو سيسي سيكو، ما أدى إلى اندلاع “الحرب الكونغولية الأولى”، تبعتها حرب ثانية في 1998، أصبحت تُعرف بـ”الحرب العالمية الإفريقية”، بمشاركة سبع دول ومئات الميليشيات.