في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل منظومة النقل بالسكك الحديدية في العاصمة الجزائر، كشفت الوكالة الجزائرية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية “أنسريف” عن مشروع محطة قطارات كبرى جديدة بباب الزوار (الجزائر العاصمة)، من المتوقع أن تشكل “معلما عمرانيا” يعزز الربط بين مختلف شبكات النقل، ويُسهم في تسهيل حركة التنقل داخل العاصمة وخارجها.
وبحسب تصريح المدير المكلف بالإعلام بالوكالة الجزائرية للسكك الحديدية ، عبد القادر مزار، خلال مشاركته في معرض الجزائر الدولي، فإن المشروع سيُمكّن من ربط خطوط السكك الطويلة بضواحي العاصمة، كما سيُدمج بخطوط المترو والترامواي وشبكة سيارات الأجرة، بما يسمح بتنظيم فعّال للحركة اليومية.
وأشار مزار إلى أن اختيار مكتب الدراسات المكلف بالتصميم خضع لـ”معايير صارمة” تعكس الحرص على ضمان مستوى يليق بالجزائر العاصمة، من حيث الهندسة وجودة التنفيذ.
على صعيد آخر، يسجّل الخط المنجمي الغربي، الرابط بين بشار وغارا جبيلات، تقدمًا ملحوظًا، حيث يُرتقب تسليمه قبل نهاية 2025، أي قبل الآجال التعاقدية المحددة في مارس 2026. ويمتد هذا المشروع الحيوي على طول (950 كلم)، ويُنجز رغم صعوبات التضاريس والمناخ، نظرًا لأهميته الاستراتيجية في دعم البنية التحتية لنقل الموارد المنجمية جنوب البلاد.
ويتكون المشروع من عدّة مقاطع متقدمة في الإنجاز، أبرزها:
- المقطع الأول: بشار – بني عباس (200 كلم)، دخل مراحله النهائية، خصوصًا الجزء الممتد على (107 كلم) مع محطة حماقير.
- المقطع الثاني: بني عباس – أم العسل (440 كلم)، تُشرف عليه شركتا “كوسيدار” و”CRCC” الصينية، مع انطلاق أشغال بناء محطات تبلبالة وحاسي خبي.
- المقطع الثالث: أم العسل – تندوف (175 كلم)، يعرف تقدما في عملية وضع السكة وبناء محطات أم العسل وتندوف.
- المقطع الرابع: تندوف – غارا جبيلات (135 كلم)، أشغال وضع السكة فيه توشك على الانتهاء، إلى جانب التقدم المسجل بمحطة غارا جبيلات.
ويضم الخط (30) محطة تقاطع، منها محطتان للتفرع، ويعتمد تجهيزات تقنية متطورة، أبرزها العوارض الخرسانية أحادية الكتلة بطول 2.6 متر، لتسهيل عبور القطارات المحملة حتى (22.100) طن في الرحلة الواحدة.
أما في شرق البلاد، فيشهد الخط المنجمي الشرقي (عنابة – بلاد الحدبة بطول 422 كلم) تقدما تدريجيا، خاصة بعد زيارة ميدانية لوزير الأشغال العمومية، حيث أُعلن عن انطلاق عمليات استلام لبعض المقاطع.
وفي السياق نفسه، تواصل “أنسريف” العمل على إنجاز خط الهضاب العليا الممتد من تبسة إلى سيدي بلعباس. وقد أنجزت معظم مقاطعه، في حين يُرتقب استلام مقطع تيسمسيلت – تيارت (60 كلم) خلال العام المقبل، ما يعزز الترابط بين ولايات الهضاب والغرب الجزائري.
تؤكد هذه المشاريع الكبرى توجّه الدولة نحو تعزيز البنية التحتية المستدامة، وتسريع وتيرة التنمية في المناطق الداخلية والجنوبية، ضمن رؤية تعتمد على التكامل اللوجستي بين الموارد والمنشآت.
للاشارة تُعد “أنسريف” (الوكالة الجزائرية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية) أحد أبرز الفاعلين في تطوير شبكة النقل السككي في الجزائر. تأسست سنة 2006، وتعمل تحت وصاية وزارة الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، حيث تتولى إنجاز الدراسات التقنية ومتابعة تنفيذ المشاريع الكبرى، خصوصًا في ما يتعلق بربط المناطق الصناعية والمناجم بشبكة السكك الوطنية. تلعب “أنسريف” دورًا محوريًا في تنفيذ مشاريع استراتيجية مثل الخط المنجمي الغربي الرابط بين بشار وغارا جبيلات، وخط الهضاب العليا، بما يعكس التزام الدولة بتعزيز البنية التحتية ودفع التنمية الاقتصادية عبر النقل المستدام.,
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية (وأج) + الصحفي