حلف الناتو…ثقة الحلفاء تتراجع في السلاح الأميركي

في مشهد يعكس تحوّلًا متسارعًا في موازين سوق السلاح العالمي، يبدو أن الأسلحة الأميركية لم تعد تحتفظ بجاذبيتها التقليدية كما في السابق. فمع تزايد حذر بعض حلفاء واشنطن من الاعتماد على الترسانة العسكرية الأميركية، تبرز تساؤلات عميقة حول مكانة الولايات المتحدة كمورّد موثوق، وعمّا إذا كانت روسيا – رغم الضغوط والعقوبات – قد استعادت بعض بريقها في هذا السوق المعولم.

تشير معطيات نشرها تقرير حديث لوكالة “بلومبرغ” إلى أن عدة دول أوروبية مثل ألمانيا والدنمارك والبرتغال، إضافة إلى كندا، باتت تُبدي تحفظًا متزايدًا إزاء شراء أنظمة عسكرية أميركية، على غرار طائرات F‑35 ومعدات الاتصالات الدفاعية. هذا التردد لا يتعلق بالجودة التقنية بقدر ما يعكس أزمة ثقة سياسية، تفاقمت خلال فترات التوتر مع إدارة ترامب السابقة، التي علّقت مساعدات عسكرية، وأظهرت استعدادًا للتراجع عن التزاماتها الدفاعية ضمن حلف شمال الأطلسي.

في المقابل، تعمل الدول الأوروبية على تعزيز “سيادتها الدفاعية” من خلال توسيع قدراتها الصناعية، وتمويل مشاريع دفاع مشترك، وتفضيل التعاقد مع شركات محلية أو أوروبية على حساب السوق الأميركية. هذا الانفتاح المتعدد الأقطاب يمنح منافسين تقليديين – مثل روسيا – فرصًا لإعادة تموقعهم، عبر عروض أقل كلفة، وشروط سياسية أكثر مرونة.

وسط هذه التحولات، يبدو أن سوق التسليح لم يعد يُدار بمنطق التفوق التكنولوجي وحده، بل بمنطق الثقة والموثوقية السياسية، وهي ورقة لم تعد واشنطن تملكها بالكامل في أعين حلفائها.

المصدر: بلومبرغ

Exit mobile version