زيد محمد الأمين لـ”الصحفي”: مشروعنا هو بعث ثقافة السلام وتربية جيل متوازن روحياً

رئيس مكتب وهران لمؤسسة جنة العارف خالد بن تونس رئيس مؤسسة جنة العارف

في زمن تتعاظم فيه الأزمات المجتمعية، وتتصاعد فيه مشاعر القلق والاغتراب بين فئات الشباب، برزت مبادرات تحاول إعادة التوازن للإنسان من الداخل أولًا. من بين هذه المبادرات، تبرز المؤسسة المتوسطية للتنمية المستدامة “جنة العريف”، التي تمزج بين البُعد الروحي والالتزام الثقافي في رؤية متكاملة للتنمية. ولا يُذكر اسم المؤسسة إلا ويُقرَن بـ اليوم العالمي ل “العيش معًا بسلام”، و الذي انطلق من الجزائر إلى العالم، كمقاربة إنسانية تجمع بين الروح والواقع.

في هذا السياق، التقى موقع الصحفي بزيد محمد الأمين، رئيس مكتب وهران للمؤسسة، للحديث عن فلسفة “جنة العريف”، مشاريعها المستقبلية، ورؤيتها لدور الإعلام في دعم رسالتها.

وتحدث زيد محمد الأمين ، عن فلسفة المؤسسة في الجمع بين البُعد الروحي والعمل البيئي والثقافي، كما كشف عن مشاريع تستهدف الشباب، ودور الإعلام في دعم الرسالة التي تسعى المؤسسة إلى إيصالها.

كيف توازنون بين الجوانب الروحية للمؤسسة وبين التزاماتها الثقافية والمجتمعية؟

زيد محمد الأمين: نحن نؤمن أن الإنسان لا يتحقق توازنه الداخلي إلا عندما يدرك البعد الروحي في كيانه، وهو ما عبّر عنه الحق سبحانه بقوله: “ونفختُ فيه من روحي”. في عالمنا اليوم، أصبح الإنسان منشغلاً بالمادة على حساب الروح، ما أخلّ بعلاقته بالبيئة والمجتمع وحتى ذاته.

من هنا، تسعى مؤسسة “جنة العارف” إلى إعادة إحياء هذا البُعد الروحي في الإنسان، لأنه إذا استيقظت فيه القيم النبيلةكالأمانة، والإحسان، والعدل فإنه سيصبح تلقائيًا حريصًا على محيطه، حاملاً لمسؤوليته تجاه بيئته ومجتمعه وثقافته. التربية التي نعتمدها تزرع هذا الوعي، وتعيد ربط الإنسان بجذوره وهويته، ليكون أكثر احترامًا لذاته وللآخر.

هل لديكم مشاريع حالية أو مستقبلية تستهدف الشباب أو المدارس في الجزائر؟

زيد محمد الأمين: نعم، من بين المشاريع الكبرى التي نعمل عليها حاليًا هو إدماج ثقافة السلام في المناهج التعليمية، وتربية النشء على قيم الحوار والتسامح. العالم اليوم يعيش توترات متعددة، ونلاحظ أن ثقافة العنف أصبحت سائدة حتى في خطاب القادة، ولهذا نحن نراهن على السلام كقيمة أساسية في بناء الإنسان.

نستمد هذه الرؤية من التربية المحمدية، خاصة من نموذج فتح مكة، حين اختار النبي صلى الله عليه وسلم السلام رغم أنه كان في موقع قوة. نريد أن نغرس في أبنائنا هذه الثقافة من خلال نوادٍ وملتقيات وجمعيات صيفية، تهدف كلها إلى تكوين جيل متوازن، يُجيد الوساطة والإصلاح ويؤمن بالتعايش.

ما الدور الذي ترونه للإعلام في دعم رسالتكم، وهل ترحبون بتعاون أو تغطيات صحفية في هذا السياق؟

زيد محمد الأمين: الإعلام اليوم هو سلطة رابعة حقيقية، وله تأثير بالغ في تشكيل وعي الناس، خاصة الشباب. نرى أن الإعلام قادر على أن يكون شريكًا فعالًا في نشر ثقافة السلام، وتسليط الضوء على المشاريع التي تسعى لبناء الإنسان في عمقه الروحي والقيمي.

نحن نرحّب بالتعاون مع الإعلام بكل أشكاله، سواء عبر الجرائد أو القنوات أو وسائل التواصل. ونتمنى أن يكون للإعلام الجزائري دور أقوى في دعم مثل هذه المبادرات، لأن شبابنا بات اليوم مهووسًا بالثقافة الغربية ومفتونًا بنماذج لا تمثل قيمنا. الإعلام الوطني، إذا كان جادًا، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، ونحن ننتظر منه أن يكون حليفًا في هذه المسيرة.

Exit mobile version