الجزائر تدرس خطة لتعزيز شبكة الكابلات البحرية

ترأس الوزير الأول، نذير العرباوي، يوم  أمس السبت 28 جوان 2025، أشغال الدورة الـ195 لمجلس مساهمات الدولة، في اجتماع خُصص أساسًا لدراسة خطة استراتيجية لتعزيز شبكة الكابلات البحرية التابعة لمجموعة اتصالات الجزائر، وذلك تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وفق ما ورد في بيان صادر عن مصالح الوزير الأول.

وجاء في بيان مصالح الوزير الأول: “ترأس الوزير الأول, نذير العرباوي, اليوم السبت 28 جوان 2025, أشغال الدورة الـ195 لمجلس مساهمات الدولة التي خصصت أساسا لدراسة خطة تعزيز شبكة الكابلات البحرية التابعة لمجموعة اتصالات الجزائر, والتي تعتبر العمود الفقري لنقل خدمات شبكة الإنترنت, وفق شروط تمكن من اقتنائها ومعايير تحافظ على استمرارية خدماتها, وذلك تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون”.

وللاشارة تعد شبكة الكابلات البحرية أحد المفاصل الاستراتيجية للبنية التحتية الرقمية في الجزائر، حيث تضمن الربط الدولي بشبكة الإنترنت وتعزز من سيادة البلاد الرقمية. وتمتلك الجزائر حاليًا أربعة كابلات بحرية رئيسية فعّالة، من أبرزها كابل Orval/Alval الذي يربط الجزائر العاصمة ووهران بمدينة فالنسيا الإسبانية، بطاقة تبلغ 40 تيرابيت في الثانية، وهو أحدث الكابلات التي دخلت الخدمة سنة 2020. بالإضافة إلى كابلات Alpal-2 وSeaMeWe-4، وكابل Medex الذي يربط عنابة بالشبكات العالمية. هذه المنظومة، رغم تعدديتها، لا تزال تعتمد على مسارات تقليدية تمرّ عبر أوروبا، ما يجعل من تنويعها أولوية لضمان الأمن السيبراني والتدفق المستقر.

كابل Orval/Alval: العمود الفقري الجديد للربط الأوروبي

يمثّل كابل Orval/Alval أحد أبرز مشاريع البنية التحتية الرقمية الحديثة في الجزائر. يربط هذا الكابل البحري الجزائر العاصمة ووهران بمدينة فالنسيا الإسبانية، وقد دخل حيّز الخدمة نهاية ديسمبر 2020. بسعة نظرية تصل إلى 40 تيرابيت في الثانية، يعد هذا الكابل من بين الأسرع في منطقة المتوسط. تمثل أهميته في كونه يعزّز مرونة شبكة الإنترنت الجزائرية، ويقلّل من الاعتماد الحصري على كابلات أقدم، إضافة إلى تحسين جودة الخدمة وتقليل زمن الوصول إلى المحتوى الأوروبي، الذي يشكّل جزءًا كبيرًا من حركة البيانات الدولية.

كابل Alpal‑2: الربط التقليدي الذي ما زال فعالًا

يُعد كابل Alpal‑2 أقدم الكابلات البحرية التي تربط الجزائر بأوروبا، إذ دخل الخدمة في 2002. يمتد من الجزائر العاصمة إلى جزيرة مايوركا الإسبانية، ويبلغ طوله 312 كيلومترًا. رغم قدرته المحدودة مقارنة بالمشاريع الأحدث (160 غيغابت في الثانية)، لا يزال Alpal‑2 يؤدي دورًا مهمًا في تأمين تدفق البيانات، خصوصًا في أوقات الطوارئ أو صيانة الكابلات الأخرى. كما يمثّل هذا الكابل أحد الروابط الاستراتيجية التي أسست لحضور الجزائر في شبكات الربط الإقليمية منذ مطلع الألفية.

كابل SeaMeWe-4: الشريان القديم بين الشرق والغرب

يربط كابل SeaMeWe-4 بين جنوب شرق آسيا وأوروبا عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتمرّ إحدى نقاطه الأساسية بمدينة عنابة الجزائرية. أُطلق المشروع عام 2005، وتم تطويره لاحقًا ليستوعب سعات أكبر تصل إلى حوالي 4.6 تيرابيت في الثانية. يُعد هذا الكابل محورًا مركزيًا في ربط الجزائر بشبكة الإنترنت العالمية، إذ يغطي مسارات حيوية بين القارات. كما أن مرور هذا الكابل عبر الجزائر يُعزّز مكانتها كدولة عبور رقمية، رغم حاجته اليوم إلى تحديثات أوسع لمواكبة الطلب المتزايد على البيانات.

كابل Medex: نافذة جديدة للربط عالي السعة

كابل Medex هو أحد أحدث المشاريع التي دخلت الخدمة في الجزائر سنة 2019. يربط هذا الكابل مدينة عنابة بالشبكات العالمية مرورًا بمصر وقبرص وصولًا إلى أوروبا، وهو مشروع استراتيجي أنجزته اتصالات الجزائر بكلفة بلغت نحو 32 مليون دولار. يوفر Medex سعة أولية تُقدّر بـ400 غيغابت في الثانية، مع قابلية التوسعة إلى 2 تيرابيت، ويُشكل بديلًا حيويًا ومرنًا يضمن استمرارية الخدمات في حال تعطّل المسارات التقليدية، كما يسهم في تأمين توازن بين العرض والطلب على تدفق الإنترنت خاصة في شرق البلاد.

بالاضافة الىالكابلات البحرية الدولية يمكن أيضا ان نذكر:

كابل Medusa :

أحد مشاريع الكابلات البحرية في البحر الأبيض المتوسط، بطول يزيد عن 8,700 كم، يربط بين أوروبا وأفريقيا (قبل البحر الأحمر) عبر 16 نقطة إنزال في 10 دول مثل فرنسا، إسبانيا، إيطاليا، تونس، الجزائر ومصر. يدخل الكابل الخدمة بين أواخر 2024 وبداية 2026، بسعة تصميمية تقارب 20 Tbps لكل زوج ألياف، بإجمالي 24 زوجًا.

كابل Africa‑1 :

يُعدّ  كابلًا بطول 10,000 كم يضم 8 أزواج ألياف، بسعة تصميمية 96 Tbps، يربط أوروبا، شرق أفريقيا، الشرق الأوسط وآسيا، مع نقاط إنزال في الجزائر (بجاية)، مصر (رأس غارب)، السعودية، الإمارات، باكستان وكينيا، ومن المتوقع تفعيله بالكامل بحلول 2025 . بالنظر إلى الاحتياج المتزايد للاتصال الكثيف، يفتح Africa‑1 آفاقًا جديدة للاتصالات عالية السعة بين القارات.

كابل 2Africa،

هو كابل بحري في العالم بطول 45,000 كم و16 زوج ألياف بسعة 180 Tbps، يطوّف حول قارة أفريقيا، ويربط 33 دولة في أفريقيا، أوروبا والشرق الأوسط، متوقعًا دخوله الخدمة في الربع الرابع من 2025 .

Exit mobile version