شهدت مدينة الداخلة المحتلة، السبت، 29 جوان 2025، تنظيم وقفة احتجاجية سلمية من طرف مجموعة من نشطاء انتفاضة الاستقلال الصحراوية، رفعوا خلالها الأعلام الوطنية الصحراوية ورددوا شعارات سياسية تؤكد الدعم لجبهة البوليساريو وتطالب بالإفراج الفوري عن الأسرى المدنيين الصحراويين في سجون الاحتلال المغربي، وعلى رأسهم المعتقل محمد انكيكيز.
وبحسب ما تداوله نشطاء صحراويون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الوقفة تندرج ضمن الحراك الشعبي المتواصل في مدن الصحراء الغربية، الرافض للاحتلال المغربي ولسياساته القمعية. وقد قابلت الأجهزة الأمنية المغربية هذه الخطوة الاحتجاجية السلمية بتدخل عنيف، بغرض تفريق المتظاهرين ومنعهم من ممارسة حقهم في التعبير.
ويُعد هذا الحدث استمرارًا لمسار الانتفاضة التي تشهدها الأراضي الصحراوية المحتلة منذ سنوات، حيث يُطالب المحتجون بتطبيق قرارات الأمم المتحدة، وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، مع تسليط الضوء على ملف المعتقلين السياسيين الذي بات محل قلق دولي متزايد.
هذا و يواصل الاحتلال المغربي حملة الانتهاكات الممنهجة ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين الصحراويين في الإقليم المحتل, مستخدما كل أساليب التضييق والحصار والاعتقالات التعسفية والمحاكمات الصورية, في مسعى لإخراس أصواتهم المطالبة بالحرية و تقرير المصير.
وفي خضم الوضع المتردي الذي تعيشه الصحراء الغربية المحتلة وبالتحديد بمدينة الداخلة المحتلة, اعتقل الاحتلال المغربي في 20 جوان 2025 الناشط السياسي والحقوقي الصحراوي, محمد انكيكيز, عضو آلية تنسيق الفعل النضالي (فرع الداخلة المحتلة).
وأوضحت آلية تنسيق الفعل النضالي الصحراوية ، في بيان لها, أن اعتقال عضوها “جاء بسبب نشاطه السياسي والحقوقي ومناهضته للاحتلال والحصار المفروضين على الشعب الصحراوي في لأراضي المحتلة من الصحراء الغربية”.
في مساء السبت، 29 جوان 2025، خرج عدد من شباب مدينة الداخلة المحتلة بالصحراء الغربية إلى الشوارع في موجة احتجاجية جديدة ضد استمرار الاحتلال المغربي للمنطقة. وقد رُفعت شعارات تطالب بالتحرر والاستقلال، بينما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق تصاعد ألسنة اللهب وحالة الاستنفار الأمني في بعض أحياء المدينة.
وبحسب ما أفادت به العراقية، نقلاً عن مصادر أمنية، فإن هذه التظاهرات تأتي في سياق رفض السكان المحليين، خاصة الشباب، لاستمرار التهميش وتضييق الحريات في المناطق الصحراوية، مؤكدين على استمرار ما يصفونه بـ”الانتفاضة المدنية” في وجه “سياسات فرض الأمر الواقع”.
وتُظهر الصور المتداولة مشاركة واسعة، رغم محاولات قوات الأمن المغربية قمع التحركات، حيث شوهدت عناصرها وهي تطوّق الأحياء الرئيسية في الداخلة وتستخدم وسائل تفريق المحتجين لمنعهم من التجمّع.
تجدر الإشارة إلى أن الوضع في الداخلة المحتلة يُعد امتدادًا لحالة الاحتقان التي تعرفها مدن الصحراء الغربية منذ سنوات، في ظل غياب أي حل سياسي نهائي ينهي النزاع حول الإقليم، رغم قرارات الأمم المتحدة المتكررة الداعية لتنظيم استفتاء تقرير المصير