يواصل مجمع سوناطراك توسيع حضوره الإقليمي، حيث يدرس حاليًا إمكانية إنشاء شركة مختلطة مع الشركة الموريتانية للمحروقات SMH، تختص في توزيع وتسويق المواد البترولية داخل السوق الموريتانية، وفق ما كشف عنه الرئيس المدير العام للمجمع، رشيد حشيشي، خلال زيارة رسمية إلى نواكشوط.
اللقاء الذي جمع حشيشي بنظيره الموريتاني إسماعيل عبد الفتاح، بحضور سفير الجزائر في موريتانيا، يأتي في سياق تفعيل محاور مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين مطلع العام الجاري، والتي تهدف إلى تعميق التعاون في مختلف مراحل سلسلة القيمة الطاقوية، من الاستكشاف إلى التكوين.
وأكد حشيشي استعداد سوناطراك لتقديم الدعم الفني والتقني لإنشاء شركة مختلطة مع الشركة الموريتانية للمحروقات، مع الانفتاح على فرص شراكة قائمة على مبدأ “رابح–رابح”، مشيرًا إلى أن المجمع يحتضن حاليًا عددًا من المهندسين الموريتانيين في إطار برامج تكوينية على مستوى المعهد الجزائري للبترول، مع إمكانية توسيع هذه المبادرات في المستقبل.
من جانبه، عبّر المدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات عن ارتياحه لمستوى التعاون القائم، كاشفًا عن مشاريع مستقبلية مع سوناطراك تشمل إنشاء شركة مشتركة للاستكشاف الغازي في الحوض الساحلي، إلى جانب مشروع توزيع وتسويق المواد البترولية.
وقد توّج الاجتماع بتوقيع اتفاقية عدم إفصاح تتعلق بالبيانات الفنية للحقول البترولية، تمهيدًا لتبادل المعلومات خلال مرحلة الاستكشاف، وهي خطوة اعتُبرت مفصلية في مسار بناء شراكة مبنية على الثقة والمصالح المشتركة.
واختُتم اليوم الأول من الزيارة بجولة ميدانية إلى منشآت ميناء نواكشوط البترولية، حيث عاين الوفد الجزائري القدرات اللوجستية والتقنية المتوفرة لدى الطرف الموريتاني، في إطار تقييم شامل لفرص التعاون والتكامل بين البلدين.
للاشارة تُعد الشركة الموريتانية للمحروقات (Société Mauritanienne des Hydrocarbures – SMH) المؤسسة الوطنية المسؤولة عن تمثيل الدولة الموريتانية في مجال استكشاف واستغلال موارد النفط والغاز والمعادن.
تأسست SMH سنة 2005، وتضطلع بدور محوري في الإشراف على عقود الشراكة مع الشركات الأجنبية، وجمع البيانات الفنية، وتسيير الحصص الحكومية في المشاريع الطاقوية. كما تُعنى بتطوير البنية التحتية للقطاع وتعزيز قدرات الكوادر المحلية من خلال برامج تكوين متخصصة. تلعب الشركة دورًا استراتيجيًا في رسم السياسات الوطنية المتعلقة بالمحروقات والمعادن، وتُعد شريكًا رئيسيًا في مساعي موريتانيا للرفع من عائداتها الطبيعية بطريقة مستدامة وذات جدوى اقتصادية.
المصدر: واج + الصحفي