تم في جنيف عرض الفيلم الوثائقي “أربعة أيام في الصحراء الغربية المحتلة”، من توقيع الصحفية الأمريكية إيمي غودمان، المعروفة ببرنامجها “ديمقراطية الآن!” الذي نال جوائز دولية مرموقة. يوثّق الفيلم، الذي تمكّن فريقه من الدخول إلى الأراضي الصحراوية رغم الرقابة المغربية الصارمة، مشاهد نادرة من معاناة الصحراويين تحت الاحتلال، في واحدة من أكثر المناطق تعتيمًا في القارة الإفريقية.
الفيلم الامريكي “أربعة أيام في الصحراء الغربية المحتلة” يكشف شهادات مؤثرة لضحايا الاختفاء القسري والتعذيب والانتهاكات الحقوقية، كما يسلّط الضوء على محاولات منع الصحفيين والحقوقيين من الوصول إلى الإقليم، في سياق سياسة تقييد إعلامي ممنهجة. وقد شاركت في النقاشات التي تلت العرض كل من سلطانة خيا، الغالية الدجيمي والعصرية محمد، مؤكّدات على استمرار معاناة الشعب الصحراوي وسط صمت دولي مطبق.
واعتبرت الغالية الدجيمي أن هذا العمل يمثل توثيقًا نادرًا لمأساة الشعب الصحراوي “بعيون أجنبية”، فيما رأت سلطانة خيا أن الاحتلال المغربي “آيل للزوال” بفعل الإصرار المتواصل على التحرر. وعلى هامش العرض، نُصبت خيمة صحراوية تقليدية ضمّت معرضًا للتراث، لتعريف الحضور بجوانب من الحياة اليومية في الأراضي المحتلة.
للاشارة إيمي غودمان هي صحفية أمريكية ومقدمة البرنامج الاستقصائي الشهير “ديمقراطية الآن!” (Democracy Now!)، الذي يُعد من أبرز المنصات الإعلامية المستقلة في الولايات المتحدة. عُرفت بمواقفها الجريئة وتغطياتها العميقة لقضايا حقوق الإنسان والنزاعات الدولية، حيث اختارت أن تكون “صوت من لا صوت لهم”، متحدية بذلك هيمنة الإعلام التقليدي.
تميزت غودمان بنهج صحفي نقدي لا يخضع للتمويل الحكومي أو الإعلانات التجارية، مما منحها مصداقية واسعة في الأوساط الحقوقية والأكاديمية. شاركت ميدانيًا في تغطية عدد من الأزمات والنزاعات حول العالم، من تيمور الشرقية إلى الصحراء الغربية، حيث وثّقت في فيلمها “أربعة أيام في الصحراء الغربية المحتلة” جانبًا من معاناة الصحراويين تحت الاحتلال المغربي. وقد حازت على عدة جوائز عالمية تقديرًا لعملها، من بينها جائزة “البديل النبيل” (Right Livelihood Award) التي تُعرف بـ”نوبل البديلة”، تقديرًا لمساهمتها في تعزيز حرية الصحافة وفضح انتهاكات حقوق الإنسان.
المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية