حذّر الرئيس التنفيذي لشركة “سيتيلانس” Stellantis، جان فيليب إمباراتو، من أن صناعة السيارات الأوروبية تقف على حافة أزمة حقيقية، قد تضطر معها المجموعة إلى إغلاق بعض مصانعها، في حال استمرار السياسات البيئية الصارمة دون حلول عملية لحماية القطاع.
وتحدث إمباراتو خلال فعالية نُظّمت في مجلس النواب الإيطالي، عن التحديات المتصاعدة التي تواجه الشركات في ظل خطط الاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثات الكربون، مؤكدًا أن Stellantis تواجه خطر دفع غرامات قد تصل إلى (2.5 مليار يورو) خلال عامين أو ثلاثة، في حال فشلها في بلوغ الأهداف البيئية المقررة.
وقال إمباراتو: “نحن على بُعد أشهر قليلة من دراما صناعية لا يلاحظها سوى قلّة”، مبرزًا أن كل نقطة مئوية من الأهداف البيئية التي لا يتم تحقيقها تكلّف المجموعة أموالًا باهظة.
ولفت المسؤول إلى تراجع كبير في توفر السيارات ذات الأسعار المعقولة داخل السوق الأوروبية، مشيرًا إلى أنه في عام 2019 كان هناك 49 طرازًا بسعر يقل عن (15 ألف يورو)، بينما لم يتبق اليوم سوى سيارة واحدة فقط ضمن هذا النطاق.
وفي ظل هذا الواقع، حذر إمباراتو من أن Stellantis قد تضطر لاتخاذ قرارات صعبة مثل إغلاق مصانع، ما لم يتم إدخال تعديلات على السياسات الأوروبية بحلول نهاية السنة.
للاشارة شركة Stellantis هي مجموعة صناعية عالمية متعددة الجنسيات، تأسست في جانفي 2021 نتيجة اندماج تاريخي بين شركتين عريقتين في مجال السيارات: فيات كرايسلر أوتوموبيلز (FCA) الإيطالية الأمريكية، ومجموعة PSA الفرنسية المالكة لعلامات مثل بيجو وسيتروين. يقع المقر الرسمي للشركة في أمستردام بهولندا، وتُعدّ اليوم من بين أكبر خمس شركات سيارات في العالم من حيث حجم الإنتاج والمبيعات.
تشرف Stellantis على 14 علامة تجارية بارزة تشمل: فيات، بيجو، سيتروين، أوبل، فاوكسهول، جيب، كرايسلر، دودج، ألفا روميو، مازيراتي وغيرها، وتنتج سنويًا أكثر من 7 ملايين سيارة، موزعة على أسواق أوروبا، أمريكا الشمالية، أمريكا اللاتينية، آسيا، وإفريقيا.
تضم المجموعة أكثر من 300 ألف موظف عبر فروعها ومصانعها المنتشرة حول العالم، وتتبنّى استراتيجية طموحة للانتقال إلى المحركات الكهربائية والهجينة، ضمن خطة تستهدف تقليص الانبعاثات وتحقيق الامتثال للمعايير البيئية الأوروبية الصارمة. كما تسعى الشركة إلى تعزيز حضورها في الأسواق الناشئة، بما في ذلك شمال إفريقيا، وتحديدًا الجزائر التي تشهد حاليًا اهتمامًا متزايدًا من طرف المصنعين العالميين في ظل تحولات سياسة التصنيع المحلي.
في ظل هذا المشهد، باتت Stellantis لاعبًا رئيسيًا في معادلة مستقبل السيارات، بين تحديات التكنولوجيا، والتحوّل البيئي، والضغوط التنظيمية داخل الاتحاد الأوروبي، ما يضعها في قلب النقاشات حول مستقبل الصناعة.
المصدر: نوفوستي + الصحفي