فرنسا تكرّم Barbara Butch… وجدل حول رمزية التتويج

أثار منح وسام “الفارس في الفنون والآداب” (Chevalier des Arts et des Lettres) للفنانة والـDJ الفرنسية Barbara Butch، جدلًا في الأوساط الثقافية الفرنسية، بعد أن أعلنت وزارة الثقافة في فرنسا قرار التكريم الذي جاء بتوقيع الوزيرة رشيدة داتي.

و ظهرت فرقة فنية تضم DJ والناشطة Barbara Butch في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية الصيفية بباريس 2024، إذ أدت دور شخصية المسيح في مشهد فني شهير استُوحِي من لوحة “العشاء الأخير”، الأمر الذي أثار موجة من الجدل وردود فعل عنيفة على منصات التواصل الاجتماعي.

في هذا المشهد الذي عنوانه “Festivity”، ارتدت Butch تاجًا فضيًا يشبه هالة القديسين، واقفة أمام طاولة تشبه تلك اللوحة الشهيرة، محاطة بعدد من الفنانات من البيئة المسرحية (Drag queens) وراقصين، في إشارة رمزية إلى شخصية المسيح في الفن الغربي

رغم تأكيد المخرج Thomas Jolly بأن العمل يعبر عن مهرجان يونسوني يكرم الإله ديونيسوس وليس المسيح، إلا أن مشاهدين رأوا التشابه واضحًا فقالوا إن “تمثيل المسيح لم يستحضر الدين كما كان مقرّرًا”

Barbara Butch، المعروفة بنشاطها الموسيقي ودفاعها عن قضايا التنوع والإدماج، أعربت عن فخرها بالتكريم، معتبرة أنه تكريم لا يخصها وحدها، بل يمتد لكل من ينتمي للهويات غير النمطية في فرنسا. وقالت في تصريح لها: “هذا الوسام ليس اعترافًا بمساري المهني فقط، بل هو انتصار لكل من يُقاتل يوميًا لفرض وجوده”.

التكريم سلط الضوء مجددًا على توازن حساس بين الاعتراف بالإبداع الفني وتقدير الأدوار الاجتماعية، في سياقٍ فرنسي لا يزال يتقاطع فيه الفن بالسياسة، والهوية بالاعتراف الرسمي.

للاشارة وسام “فارس الفنون والآداب” (Chevalier des Arts et des Lettres) يُعد من أبرز التكريمات الثقافية التي تمنحها الدولة الفرنسية، وهو اعتراف رسمي يُمنح للأشخاص الذين ساهموا بشكل بارز في إشعاع الفنون أو الأدب أو في الترويج للثقافة الفرنسية داخل البلاد أو خارجها. أُسس هذا الوسام سنة 1957 من طرف وزارة الثقافة، ويُمنح لكتّاب، فنانين، مبدعين، وحتى شخصيات من خارج الحقل الثقافي الرسمي ممن خدموا الثقافة بأسلوب أو بآخر. ينقسم الوسام إلى ثلاث درجات: فارس، ضابط، وقائد، ويُمنح سنويًا بعد تقييم دقيق من قبل لجنة مختصة. وقد نال هذا الوسام عدد من الشخصيات العالمية والعربية، مما يعكس رمزيته الثقافية والسياسية في آنٍ واحد.

المصدر: Voltage.fr + وسائل إعلام فرنسية + الصحفي

 

Exit mobile version