في خطوة تعبّر عن استمرارية الدولة في تكريم رموزها التاريخية، أشرف وزير النقل، السعيد سعيود، يوم أمس الخميس 3 جويلية 2025، على تدشين تمثال للمجاهد والرئيس الراحل هواري بومدين، على مستوى مطار الجزائر الدولي الذي يحمل اسمه. المبادرة تندرج ضمن رؤية رسمية لإحياء الذاكرة الوطنية وتثبيت حضور الشخصيات المؤسسة في الفضاء العام.
ويأتي تدشين تدشين تمثال الرئيس الراحل هواري بومدين في سياق احتفالات الجزائر بالذكرى الثالثة والستين للاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، ما يمنحه بعدًا رمزيًا يتجاوز البعد الجمالي أو المعماري، ليُجسّد عرفان الدولة لأحد أبرز رجالاتها، ويؤكد على التمسك المستمر بالمبادئ التي أرساها جيل الثورة وبناة الدولة الوطنية بعد الاستقلال.
وقد جرت مراسم التدشين بحضور المدير العام للجمارك الجزائرية، اللواء عبد الحفيظ بخوش، إلى جانب الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، والمدير العام للوكالة الوطنية للطيران المدني، والرئيس المدير العام لمؤسسة تسيير مصالح مطار الجزائر، فضلاً عن عدد من نواب البرلمان وإطارات من وزارة النقل والسلطات المحلية والأمنية.
و يعكس هذا التدشين توجهًا نحو ربط الفضاءات الحيوية والمعالم العمومية بالهوية التاريخية الوطنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بأسماء من طراز هواري بومدين، الذي ارتبطت مرحلته بتحولات سياسية واقتصادية عميقة في تاريخ الدولة الجزائرية الحديثة.
للاشارة يعد مطار هواري بومدين الدولي، الواقع شرق العاصمة الجزائر، من بين أهم وأكبر المطارات في إفريقيا. ثم تمت إعادة تسميته بعد الاستقلال تكريمًا للرئيس الراحل هواري بومدين، أحد رموز السيادة الوطنية وبناة الدولة الجزائرية الحديثة. شهد المطار عدة عمليات توسعة وتحديث، أبرزها افتتاح المحطة الدولية الجديدة في أفريل 2019، بطاقة استيعاب تُقدّر بـ10 ملايين مسافر سنويًا، لتواكب الطلب المتزايد على النقل الجوي.
يوفر مطار هواري بومدين الدولي خدماته لأكثر من 30 شركة طيران دولية ووطنية، ويضم ثلاث محطات رئيسية (محطة الرحلات الداخلية، محطة الرحلات الدولية، والمحطة الجديدة). كما يُعدّ مركز العمليات الرئيسي لشركة الخطوط الجوية الجزائرية.
يتميز المطار بموقع استراتيجي مهم، حيث يربط الجزائر بمختلف العواصم الإفريقية، الأوروبية، والشرق أوسطية، ويخضع لإدارة شركة “تسيير مصالح مطار الجزائر”، مع إشراف من وزارة النقل والوكالة الوطنية للطيران المدني.