في رسالة وُجّهت إلى الشعب الجزائري عشية الاحتفال بالذكرى الـ63 للاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، شدد الرئيس عبد المجيد تبون على رمزية هذه المناسبة في الذاكرة الجماعية للجزائريين.
و دعا الرئيس عبد المجيد تبون الجزائريين إلى استحضار التضحيات التي مهدت لحرية الوطن، مؤكدًا أن هذه المناسبة تحمل رمزية عميقة في وجدان الأمة، وتتطلب استلهام روحها لمواجهة تحولات العصر.
وأشار الرئيس عبد المجيد تبون إلى أن الجزائر خاضت، منذ الاستقلال، مسارًا وطنيًا هدفه ترسيخ الوحدة وبناء دولة قوية تستند إلى الوفاء لدماء الشهداء. واعتبر أن ما تحقق من إنجازات على هذا الطريق هو ثمرة التزام الشعب وتمسكه بالقيم الوطنية.
تبون شدد على أن البلاد تواجه اليوم رهانات جديدة تتطلب وعيًا جماعيًا وروحًا وطنية عالية لتفادي تداعيات المتغيرات العالمية، موضحًا أن اللحمة الوطنية تمثل الدرع الحقيقي في وجه التحديات.
وبمناسبة تزامن الاحتفال بعيد الاستقلال مع يوم الشباب، عبّر تبون عن تهانيه للمجاهدين وأبناء الوطن كافة، منوهًا بدور الجيش الوطني الشعبي والأسلاك الأمنية في حماية السيادة الوطنية، وداعيًا إلى مواصلة العمل بنفس الروح التي صنعت النصر.
للاشارة في الخامس من جويلية من كل عام، تحيي الجزائر ذكرى عيد الاستقلال واسترجاع السيادة الوطنية، باعتباره لحظة مفصلية في تاريخ البلاد، تُجسّد نهاية 132 سنة من الاستعمار الفرنسي وبداية مسار جديد من السيادة والبناء الوطني. لا يُعدّ هذا اليوم مجرد محطة في الروزنامة الوطنية، بل يمثل رمزًا لتضحيات جسيمة خاضها الشعب الجزائري، رجالًا ونساءً، في سبيل الحرية والانعتاق من هيمنة استعمارية طويلة. وقد جاءت هذه الذكرى كثمرة لنضال مرير توّج باتفاقيات إيفيان في مارس 1962، تلاها استفتاء شعبي في يوليو من العام نفسه، مهّد لإعلان الاستقلال يوم 5 جويلية.
ويمثل هذا اليوم في الذاكرة الجزائرية مناسبة لاستحضار القيم المؤسسة للدولة الجزائرية الحديثة، وللتأكيد على أن الاستقلال لا يُختزل في لحظة تاريخية، بل هو مسؤولية مستمرة تُترجم في بناء المؤسسات، وتعزيز الوحدة الوطنية، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية بثقة في الإمكانات الذاتية وروح التضامن الوطني.