عبّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أمله في أن لا تؤدي التوترات الأخيرة بين روسيا وأذربيجان إلى تدهور العلاقات بين البلدين، مؤكدًا ثقته في إمكانية احتواء الخلاف من خلال الحوار.
وجاءت تصريحات أردوغان خلال عودته من أذربيجان، عقب مشاركته في القمة السابعة عشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي “إيكو”، حيث أشار إلى عمق العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية التي تربط تركيا بكل من موسكو وباكو، داعيًا الطرفين إلى ضبط النفس وتغليب الحلول السلمية.
وفي حديثه عن الوضع السوري، شدد الرئيس التركي على تمسك أنقرة بـ”خطوطها الحمراء”، قائلاً إن بلاده لن تقبل بأي مقاربة تشرعن التنظيمات الإرهابية أو امتداداتها، في إشارة إلى بعض الكيانات الكردية المسلحة. كما نقل عن نظيره الأذربيجاني، إلهام علييف، استعداد بلاده لتقديم الدعم لسوريا في مجال الغاز الطبيعي.
وحول الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أشار أردوغان إلى أن التفاهم الإيراني-الإسرائيلي الأخير فتح الباب أمام تهدئة محتملة، مشيدًا بما وصفه بـ”حسن نية” حركة حماس. كما انتقد خروقات إسرائيل المتكررة للاتفاقات السابقة، معبّرًا عن سعي بلاده لتفادي تكرار السيناريو ذاته هذه المرة.
للاشارة تشهد العلاقات بين موسكو وباكو توترًا متصاعدًا منذ أن شنّت أذربيجان في سبتمبر 2023 عملية عسكرية خاطفة أنهت عمليًا الوجود الانفصالي الأرمني في إقليم ناغورني قره باغ. العملية التي وصفتها روسيا بـ”الأحادية” تسببت في إرباك الدور الروسي كضامن لوقف إطلاق النار الموقّع عام 2020، وأضعفت صورة قوات حفظ السلام الروسية المنتشرة في الإقليم، بعدما اتهمتها يريفان وسكان قره باغ بالتقاعس عن حماية المدنيين الأرمن أثناء العملية. وفي المقابل، اعتبرت باكو أن موسكو فشلت في منع تسلّح المجموعات الانفصالية، وبدأت باتخاذ خطوات لتقليص اعتمادها على النفوذ الروسي.
في الأشهر الأخيرة، ظهرت توترات دبلوماسية جديدة، كان أبرزها اتهام باكو لروسيا بالتدخل في شؤونها الداخلية عبر دعم جماعات معارضة أو تسريب معلومات استخباراتية، وهو ما نفته موسكو بشدة. كما أثارت بعض التحركات العسكرية الروسية في القوقاز مخاوف أذربيجانية، خاصة مع تقارير عن تعزيزات على الحدود الأرمنية.
في خطوة تعكس تصاعد التوتر الدبلوماسي، استدعت وزارة الخارجية الأذربيجانية يوم الأربعاء 3 جويلية 2025 السفير الروسي في باكو ميخائيل يفدوكيموف، لتبلغه احتجاجًا رسميًا على ما وصفته بـ”الخطوات غير الودية” الصادرة عن الجانب الروسي.
وجاء استدعاء وزارة الخارجية الأذربيجانية السفير الروسي في باكو ميخائيل يفدوكيموف، بعد أن أثارت تصريحات صادرة عن الجانب الروسي، وصفت الموقوفين في قضية جنائية بمدينة يكاترينبورغ بأنهم ينتمون إلى “جماعة إجرامية عرقية”، استياءً واسعًا في باكو، خاصة أن الرواية الرسمية الروسية لم تذكر في البداية جنسية المشتبه بهم.
قضية الاعتقالات تعود إلى 28 جوان ، حين أعلنت لجنة التحقيق الروسية في منطقة سفيردلوفسك عن توقيف ستة أشخاص يشتبه بضلوعهم في جرائم قتل تعود لسنوات ماضية. ورغم عدم الكشف رسميًا عن هويتهم، بدأت بعض الجهات الإعلامية الروسية تشير إلى أصولهم الأذربيجانية، ما فُسّر في باكو كتحريض عنصري. وقد أعقبت هذه الحادثة سلسلة من الاتصالات الدبلوماسية، شملت استدعاء القائم بالأعمال الروسي، وسط تأكيد روسي على أن الموقوفين هم “مواطنون روس من أصول أذربيجانية”، وليسوا موفدين من الدولة الأذربيجانية.
المصدر: RT + وسا\ل اعلام