اختُتمت فعاليات الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، مساء السبت 5 جويلية 2025، وسط أجواء احتفالية مميزة احتضنتها ولاية المدية تحت شعار “المدية.. 100 عام من المسرح”، في دورة استثنائية احتفت بقرنٍ كامل من التقاليد المسرحية الراسخة في هذه المدينة العريقة.
وقد تميزت هذه الطبعة من المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي ، التي حملت اسم الفنان عمار يزلي، بمشاركة نوعية للفرق المسرحية من مختلف ولايات الوطن، وبروز طاقات شابة أبانت عن وعي فني واحترافية متصاعدة في مجال المسرح الفكاهي.
شهدت الدورة الخامسة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي توزيع جوائز تكريمية لأفضل الأعمال والمشاركين، حيث نالت مسرحية “النصف الآخر” إنتاج الجمعية الثقافية المثلث الواقي من قالمة حصة الأسد من التتويجات، إذ فازت بجائزة أحسن عرض متكامل، وجائزة أحسن إخراج للمخرج عريبي محمد، وجائزة أحسن نص للكاتب سعيدي عبد الوهاب، كما توّجت بجائزة أحسن توظيف موسيقي للفنان سليم مخانشة، إلى جانب جائزة أحسن أداء رجالي التي نالها الممثل محمد بزاحي عن دوره في نفس المسرحية، أما جائزة أحسن أداء نسائي، فقد كانت من نصيب الممثلة جوهرة دراغلة عن دورها في مسرحية “وأخيرا” من إنتاج مسرح بجاية الجهوي.
ونالت الفنانة داوي إيمان جائزة أحسن سينوغرافيا عن مسرحية “الورطة”، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لنفس المسرحية، التي أخرجها هلالي محمد وأنتجتها جمعية شباب وفنون تابلاط من المدية. ضمن البرنامج الموازي، شهد المهرجان أيضًا اختتام ورشة المونوكوميديا التي أطرها الأستاذ عبد الكريم بن عيسى، والتي عرفت تفاعلاً ثريًا من المشاركين الشباب الذين استفادوا من تقنيات متقدمة في الأداء الفردي الكوميدي، ما جعل من هذه الورشة تجربة فنية متميزة أضافت بعدًا تكوينيًا عميقًا لأجواء المهرجان. وقد عبّر المشاركون عن امتنانهم لهذه الفرصة التي سمحت لهم بصقل مهاراتهم، مؤكدين أهمية استمرارية مثل هذه الورشات في دعم الممارسة المسرحية، وبهذا يسدل الستار على دورة استثنائية جمعت بين عبق التاريخ وإبداع الحاضر، وأسهمت في ترسيخ مكانة المدية كمهد للمسرح الفكاهي الجزائري.
للاشارة المونوكوميديا هي نوع من العروض المسرحية التي يؤديها ممثل واحد على الخشبة، مستندًا إلى تقنيات التشخيص الفردي والفكاهة الساخرة، وهو شكل مسرحي يتطلب قدرة عالية على التحكم في الإيقاع والفضاء والانفعال.