تطرّق تقرير حديث لموقع OkayAfrica الأمريكي إلى الدور الريادي الذي لعبته الجزائر بعد الاستقلال في دعم حركات التحرّر الإفريقية والعالمية، مبرزًا كيف تحوّلت الجزائر إلى مركز ثوري أممي استقطب مناضلين وناشطين من مختلف بقاع العالم.”
وقال تقرير موقع OkayAfrica أن الجزائر، بعد استقلالها، لم تكتف بتحقيق حريتها الوطنية، بل شرعت في لعب دور ريادي في دعم حركات التحرر الإفريقية والعالمية. ويبدو من مضمون التقرير أن الجزائر تحوّلت، في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، إلى فضاء ثوري أممي احتضن مناضلين ومقاتلين من مختلف البلدان الإفريقية، بدءًا من جنوب إفريقيا إلى أنغولا وموزمبيق وحتى حركات في أميركا اللاتينية.
يعيد التقرير التذكير بالدور الذي لعبه المفكر فرانز فانون، الذي التحق بجبهة التحرير الوطني وأسهم في تأطير الفكر التحرري من خلال كتابيه “معذبو الأرض” و”نحو تحرير إفريقيا”. لكن ما يبرزه أيضًا هو حجم التفاعل الميداني في شوارع الجزائر العاصمة، حيث تواجد ناشطون من “الفهود السود” الأميركيين وممثلون عن المؤتمر الوطني الإفريقي ووفود من الرأس الأخضر وناميبيا وغيرها.
واشار كاتب المقال أن الجزائر سعت إلى تصدير تجربتها الثورية من خلال احتضان أكثر من 80 منظمة وحركة تحرر عالمية، وتقديم دعم ميداني شمل التدريب العسكري والدعم المالي والتأطير السياسي. ويُستشهد في هذا السياق بقول نيلسون مانديلا: “الجيش الجزائري جعل مني رجلًا”، كما وصف أميلكار كابرال الجزائر بـ”مكة الثوار”.
كما يستعرض المقال موقف السفير الجزائري السابق، السعيد جنّيت، الذي يرى أن الصحراء لا تفصل إفريقيا بل توحّدها، مؤكدًا أن الجزائر لا تزال تلعب دورًا فاعلًا في الاتحاد الإفريقي، لا سيما في دعم استقلال الصحراء الغربية، وشطب ديون عدة دول إفريقية، وتخصيص دعم مالي لدول الساحل.
ويبدو من المقال أن هناك دعوة ضمنية لاستعادة الروح الوحدوية الإفريقية التي تميزت بها الجزائر في حقبة ما بعد الاستقلال، في ظل ما يعتبره بعض المتابعين ضمورًا في الحلم الإفريقي الجماعي، وتحول اهتمام العديد من الدول نحو البقاء بدل البناء.
يختم المقال بالإشارة إلى تصريح بن بلة في قمة منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963: “دعونا نتفق جميعًا على أن نموت قليلاً… لكي يعيش من هم تحت الاستعمار أحرارًا”، وهو ما اعتُبر تلخيصًا لفلسفة المرحلة، في زمنٍ كان فيه المشروع الإفريقي للتحرر والوحدة لا يزال نابضًا بالحياة.
للاشارة OkayAfrica هو منصة إعلامية رقمية تأسّست عام 2010 (أو 2011 بحسب بعض المصادر) كموقع شقيق لـ Okayplayer، وتركّز على تسليط الضوء على الثقافة والموسيقى والفن والسياسة والأزياء في إفريقيا، مع توسيع نطاقها لتشمل التفاعل مع الجاليات الإفريقية في الخارج (الدياسبورا)
و يقع مقر OkayAfrica في بروكلين، نيويورك، وتُعدّ من أبرز الوجهات الإعلامية الأميركية التي تغطّي الترندات والصراعات والتجارب الشبابية الإفريقية، مستهدفة جمهورًا يتراوح عمره بين 25 و35 عامًا من داخل القارة الإفريقية ودول المهجر .
المنصة تقدّم محتوى متنوعًا يشمل مقالات، مقابلات، فيديوهات، تغطية موسيقية وفنية، فضلاً عن إقامة فعاليات ثقافية كحفلات ومهرجانات في مدن مثل نيويورك. من أبرز مشاريعها السنوية قائمة “100 امرأة إفريقية” التي تحيي مساهمات النساء في مجالات متنوعة مثل الإعلام، الفن، السياسة، والعلوم منذ 2017 . مهمتها الأساسية ترتكز على بناء مجتمع من الأفارقة المُمكّنين معنويًا وماديًا عبر “سرد قصصي أصيل وتجارب غامرة” تهدف لكسر الصور النمطية وتعزيز الفهم الثقافي العميق .